الكنبوري يكتب عن: “القصف الإعلامي” بين الأميرة ديانا والدكتور عبد الرحمن السميط!

10 سبتمبر 2022 21:30

هوية بريس – علي حنين

تحدث الكاتب والروائي المغربي، الدكتور إدريس الكنبوري، عن الدور الخطير الذي يقوم به الإعلام في تشكيل الرأي العام، مشبها إياه بـ” ما كان يمارسه الكهنة على عقول الناس”.



وقال الكنبوري، في تدوينة على حسابه على فيسبوك:” في عام 1997 توفيت الأميرة ديانا الزوجة الأولى للملك الجديد لبريطانيا في حادثة سير خطيرة برفقة إبن أحد الأثرياء البريطانيين من أصل مصري اسمه الفايد. في تلك الفترة لم يكن هناك إنترنت ولا مواقع تواصل؛ وكنت أقرأ في الصحف والمجلات العربية يوميا عشرات التقارير والمقالات التي تمجد الأميرة التي ماتت في لحظة خيانة؛ وما قامت به في إفريقيا من خدمات إنسانية؛ وتحولت المرأة إلى أيقونة عالمية وعربية للعمل الإنساني؛ بل إن بعض المثقفين العرب كتبوا في رثائها الشيء الكثير؛ حتى أنني أعترف بأنني تأثرت لموتها لفرط ما كنت أقرأ عنها كل يوم”.

وأردف الكاتب المغربي قائلا:” قد عرفت وقتها أن القصف الإعلامي شيء خطير؛ وأنه يمارس بالنسبة للبشر اليوم ما كان يمارسه الكهنة على عقول الناس؛ لأن الإعلام اليوم أفيون الشعوب؛ ولذلك يسيطر عليه نموذج معين من أجل صياغة الناس في قالب معين”.

وأوضح الكنبوري أننا نجد ” بين الفترة والأخرى نجد بعض العرب والمسلمين ينشرون صور ممثلين أو رياضيين أجانب مع الفقراء في إفريقيا؛ مثل أنجلينا جولي؛ مع عبارات المديح والاطراء. وهؤلاء بالطبع لا يعرفون ما إن كان وراء تلك الأعمال أهداف تنصيرية؛ وما إن كانوا أعوانا للكنيسة؛ دون أن نسقط في التعميم.

ونحن نعرف هذه النماذج؛ لكننا لا نعرف ولو نموذجا واحدا للعرب والمسلمين الذين أفنوا أعمارهم في إفريقيا يخدمون الفقراء مسلمين ومسيحيين ووثنيين؛ بسبب التعتيم الإعلامي والرغبة في تسويق النماذج الغربية”.

وأضاف الدكتور الكنبوري أن ” أحد هؤلاء هو الدكتور عبد الرحمان السميط رحمه الله؛ الذي توفى عام 2013 ولم يتحدث عنه إلا القليلون جدا؛ وأنا أتشرف بأنني واحد منهم إذ كتبت عنه مقالا يوم وفاته تقبل الله.

الدكتور السميط درس الطب في كندا وأمريكا؛ وعاد إلى بلاده الكويت حيث كان يعيش عيش الأمراء؛ لكنه فضل أن يعيش بين الفقراء في أدغال افريقيا يأكل ما يأكلون ويشرب ما يشربون؛ ورغم إلحاح أبنائه عندما كبروا فضل البقاء بين الأفارقة؛ حتى اضطرت زوجته للالتحاق به والعيش معه هناك. قضى السميط 29 عاما في القارة الافريقية؛ واعتنق الإسلام على يديه عشرات الملايين؛ وكان يجوب العالم من أجل جمع التبرعات لبناء المستشفيات والمدارس والمساكن لفقراء افريقيا”.

ليختم الدكتور إدريس الكنبوري تدوينته بالقول:” مثل هذه النماذج العظيمة لن تجدها في الإعلام؛ لكنك تجد من انتقل من لندن عبر طائرة خاصة ليقضي نصف ساعة بين الأطفال يلتقط خلالها الصور التي تننشر في العالم ثم يقفل عائدا. والخلاصة لا توجد نماذج؛ بل صناعة نماذج”.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M