الكنبوري يكتب عن “القوة والأخلاق” في النظر إلى الغزو الروسي لأوكرانيا

هوية بريس – علي حنين

تحدث الدكتور إدريس الكنبوري، الكاتب والمفكر المغربي، عن النظرة الأخلاقية للغزو الروسي لأوكرانيا التي يجتهد الإعلام الغربي في الترويج لها لصياغة نظرة الناس في الغرب وخارج الغرب تجاه عدوته اللذوذ، روسيا.

وقال الكنبوري، في تدوينة له على حسابه على فيسبوك:” هناك من ينظر إلى الغزو الروسي لأوكرانيا نظرة أخلاقية؛ على أساس أن هذا الغزو غير إنساني واستعماري ويعري النوايا التوسعية لروسيا؛ ثم يقيس الموقف الروسي على تدخل روسيا في سوريا. وقد كتب أحد السوريين مستغربا من تأييد الفلسطينيين للاحتلال الروسي بينما هم يعانون من الاحتلال. وهذا كله صحيح؛ ولكنه سيكون صحيحا أكثر لو كنا في عالم يسود فيه القانون والعدالة ولا يوجد فيه غزو ولا استعمار”.

وأضاف الكنبوري:” روسيا دولة قوية وواسعة جغرافيا؛ وهي أحد الدول العظمى التي أسست الأمم المتحدة وساهمت في وضع القانون الدولي؛ وهي عضو دائم في مجلس؛ وتتمتع بحق الفيتو فيه؛ ومع هذا كله عانت من الهيمنة الغربية وهي اليوم تريد الانتقام”.

وبخصوص النظرة الأخلاقية للغزو الروسي لأوكرانيا والتي يروج لها الإعلام الغربي، أوضح المفكر المغربي أن ” هذا الإعلام لم يتحدث عن الأخلاق في غزو العراق وافغانستان؛ وفي جميع الغزوات التي قام بها الغرب في العالم؛ بل لا يزال الإعلام الفرنسي حتى الآن يتحدث عن الإرهاب وهو يكتب عن المقاومة الجزائرية لفرنسا قبل سبعين عاما.

الذين يؤيدون الغزو الروسي لا يدافعون عن الاستعمار؛ إنما يريدون هزيمة الغرب. بل هؤلاء أكثر واقعية من المحايدين؛ لأنهم يفهمون اللعبة الدولية جيدا؛ واللعبة الدولية هي أن تكون واحدا من اثنين؛ إما غالبا أو مغلوبا. فالساحة الدولية مثل حلبة الملاكمة؛ الانتصار فيها لمن يضرب أكثر لا لمن يرفض العنف؛ فهذا لا مكان له في اللعبة”.

وختم الدكتور إدريس الكنبوري تدوينته بتنبيه مهم جدا قائلا:” الغرب أصبح اليوم يؤثر حتى في صياغة نظرتك لأعدائه؛ إنه يفرض عليك طريقة تصورك لروسيا بينما هو في حرب معها؛ وهذا يعني أن الكثير منا يصعب عليهم التخلص من المعايير الغربية وصياغة موقف مستقل. نعم؛ المنظور الأخلاقي للعالم جيد جدا؛ ولكن يجب أن نسطر على هذه الجملة: روسيا التي ساهمت مع الغرب في بناء الأمم المتحدة ووضع القانون الدولي فهمت اليوم أنهما وضعا لمن يملك القوة لا لمن يملك الأخلاق؛ وذلك بعد أن حاول الغرب استعمال المنظمة والقانون الدولي ضدها؛ فأدركت أن الحل الوحيد للتخلص من الهيمنة يبدأ من التخلص من القانون الدولي وخرقه والخروج عليه”.