الكنبوري يكتب عن: تأثير الجانب النفسي في موقف العلمانيين من الإسلام والمسلمين!

30 أغسطس 2022 19:43

هوية بريس – علي حنين

تحدث الدكتور إدريس الكنبوري، الكاتب والروائي المغربي، عن مدى تأثير الجانب النفسي في موقف العلمانيين العرب من الإسلام والمسلمين وتاريخيهم.



وقال الدكتور الكنبوري، في تدوينة له على حسابه على فيسبوك ” الجانب النفسي في أنماط التفكير جانب مهم جدا؛ بل مهم في الاختيارات الثقافية والايديولوجية”.

وأضاف الباحث المغربي موضحا ” نحن نعتقد عادة أن تلك الاختيارات نابعة من القناعات التي يشكلها العقل؛ وهذا غير صحيح؛ بل الاختيارات نتيجة شراكة بين العقل والنفس؛ وكثيرا ما تكون نابعة من النفس فحسب. وقد بين القرآن طبقات النفوس؛ وتعجبني عبارة بليغة فيه لا توجد في أي تركيب لغوي؛ وهي”من عند أنفسهم”؛ مثل قوله تعالى “حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق”.

فالأفكار والاختيارات ليست دائما من عند العقل؛ بل من عند النفس. ففي هذه الآية مثلا نرى أن الحق تبين للعقل؛ لكن النفس كان لها اختيار آخر”.

وقال الكنبوري ” أجد هذا واضحا في مواقف المتعلمنة من الإسلام والمسلمين وتاريخهما؛ فهم ينزعون أي فضل للمسلمين على الحضارات الأخرى؛ وتجدهم حريصين على التقليل من أي دور للمسلمين في بناء الحضارة؛ ليس نتيجة قراءات واطلاع وتمحيص ومقارنة بل “من عند أنفسهم”. وهم حين يريدون أن يلعبوا لعبة الإنصاف يقولون إن المسلمين أخذوا عن الحضارات السابقة؛ ونحن نقول نفس الكلام؛ إنما نحن نقوله اعتزازا وهم يقولونه ابتزازا “.

وتساءل الدكتور الكنبوري قائلا ” ولكن ما نسبة ما أخذه المسلمون من الآخرين؟ هذا هو السؤال “.

ليبين الباحث والأكاديمي المغربي في ختام تدوينته أن ما أخذه المسلمون عن غيرهم ” لا يتجاوز أقل من عشرة في المائة؛ وهذا ليس إحصاء دقيقا؛ لكنه انطباع متشكل من العطاء الضخم للمسلمين في التاريخ؛ بل إن هذه النسبة التي أخذوها أعادوا فيها النظر من الناحية العلمية الحقة؛ أما من النواحي الأخرى فيكفي معرفة أن الذين أخذوا من اليونان فلسفتهم وتفكيرهم كانوا قلة لا يعول عليها؛ وقد تم رفضهم؛ لأن العقل الإسلامي بُني على التأسيس لا على التقديس؛ وحتى الاقتباس كان لمجرد الاستئناس.

ولا يغرنك كثرة الكتابة واللوك حول الفلسفة الإسلامية بالمفهوم الشائع؛ فهي كلها تكرار لبعضها البعض وتدور كلها حول بضعة أشخاص من الفلاسفة الذين تأثروا باليونان؛ وهؤلاء لا يمثلون شيئا في بحر واسع من العلماء والفقهاء والفلاسفة الذين خدموا التأسيس ورفضوا أصحاب التقديس؛ ولكن الفكر الغربي وتابعيه في الفكر العربي يدورون منذ قرنين حول محور واحد لا يخرجون عنه؛ هو محور ابن سينا والفارابي والرازي وابن طفيل وابن رشد؛ حتى صرنا نعتقد أن عطاء المسلمين كله يختزل في بضعة أشخاص؛ لكن جل هؤلاء رفضهم العقل الإسلامي؛ لكن الغرب صور لعقولنا أن هؤلاء الذين تم رفضهم هم الذين بنوا حضارة الإسلام؛ لأنه لا يعرف حضارة خارج اليونان ومن أخذ عنهم”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M