الكنبوري يكتب: لماذا أدار الإعلام ظهره نهائيا للشعب؟ أم أنه مجرد بوق في السوق؟
هوية بريس – علي حنين
علق الكاتب والروائي المغربي، الدكتور إدريس الكنبوري، على الاصطفاف الغريب للصحافة والإعلام العمومي والخاص وراء رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إثر انتشار حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب برحيله، إلى جانب المطالبة بخفض أسعار المحروقات التي بلغت مستويات قياسية غير مسبوقة.
وقال الكنبوري في تدوينة على حسابه على فيسبوك:” ما تعيشه بلادنا اليوم أمر محزن بكل معنى الكلمة. لا أعرف ما تفسير هذا كله؛ هل معناه مثلا أن الحزب الحاكم غير مدين للانتخابات وينتقم من الناخبين أم أن رجال الأعمال يقدمون مصالحهم على مصالح الشعب؟”.
وأضاف:” إنه أمر محزن حقا أن تصطف الصحافة والإعلام العمومي والخاص والجلازمة وراء رئيس الحكومة في بلد نقول إنه نموذج في العالم العربي. ماذا تركتم لهذا النموذج غير الطاعة والولاء والانتهازية؟”.
وشدد الكاتب المغربي على أنه قد ” ظهر بالملموس اليوم أن الجمع بين المال والسياسة خطر كبير على تدبير الشأن العام؛ بل ظهر أنه خطر على الديمقراطية وحرية التعبير. لقد تراجعنا إلى الوراء كثيرا. كيف أصبحنا اليوم أمام إعلام يكره المجتمع ونخبة متواطئة بالصمت وسياسيين تهمهم العلاقات العامة؟ لماذا تكرهوننا؟”.
وتساءل الكنبوري:” أين الذين كانوا يكتبون الرسائل والعرائض ضد الحكومة السابقة؟ أين الذين كانوا يتباكون على الديمقراطية والحرية والعيش الكريم؟ لماذا أدار الإعلام ظهره نهائيا للشعب؟ أليس الإعلام سلطة رابعة أم أنه مجرد بوق في السوق؟”.
وختم الدكتور ادريس الكنبوري تدوينته بالقول:” إنه أمر غريب حقا لا يمكن فهمه إطلاقا. في البلدان الديمقراطية تخشى الحكومات من الجولات الانتخابية التي تعقب مرحلة الحكم؛ لكن عندنا لا يوجد أي خوف من انتقام الناخبين؛ ربما لأن الانتخابات ليست حاسمة؛ أو ربما لأن هؤلاء جاؤوا لكي لا يعودوا.
إنها نهاية السياسة.
قال تعالى “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا؛ إنه لا يحب المسرفين”. هذه ليست آية في الطعام؛ إنها آية في التدبير”.