الكنبوري ينتقد واقع السياحة في المغرب: “فصل للنهب المنظم”!

02 أغسطس 2025 20:22
سياحة، المغرب

هوية بريس – علي حنين

وجّه الدكتور إدريس الكنبوري، المفكر والكاتب المغربي، نقدًا لاذعًا لما وصفه بـ”الازدواجية الصارخة” بين الأرقام الرسمية التي تتحدث عن انتعاش السياحة، والواقع الميداني الذي يعيشه المغاربة خلال عطلتهم الصيفية، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو “فصل للنهب المنظم” تمارسه أطراف متعددة بتواطؤ ضمني من الجهات الرسمية.



أكد الكنبوري، استنادًا إلى معطيات صادرة عن وزارة السياحة، أن هذه الأخيرة أعلنت عن ارتفاع عائدات الموسم السياحي بنسبة 9% مقارنة بالسنة الماضية، غير أن هذا الرقم، في نظره، لا يعكس حقيقة الأوضاع، إذ قال:

“المناطق السياحية المعروفة في المملكة تعاني من تراجع إقبال السائحين عليها مقارنة بالسنوات الماضية”.

وضرب مثلًا ساخرًا لتوضيح المفارقة بين لغة الأرقام والواقع بقوله:

“الأرقام مثل هذه في المغرب تشبه تقريرًا يقول لك إن إنتاج الثروة لهذا العام ارتفع بنسبة 30 في المائة، بينما التقرير يتحدث عن ثروة عزيز أخنوش مثلًا”.

وتوقف المفكر المغربي عند مظاهر الغلاء الفاحش، وسوء المعاملة، وانعدام الخدمات، واصفًا صيف المغرب بأنه أصبح “موسمًا للنهب المقنن” تتوزعه أطراف مختلفة، من شبكات حراسة غير قانونية في مواقف السيارات، إلى مالكي الشقق والمطاعم الذين يضاعفون الأسعار بشكل فاحش…

وقال في هذا الصدد:

“المواطن منذ أن يخرج من بيته وهو يواجه الابتزاز، من الرادارات في الطريق إلى مرآبات السيارات التي توجد بها عصابات، مرورًا بالشقق الغالية الثمن والخدمات السيئة والمطاعم التي تضاعف أسعار الوجبات كأنها تطعِمك من ثمار الجنة”.

وأشار الكنبوري إلى أن المشكلة ليست فقط في من يمارس هذا الابتزاز، بل في “ثقافة الدولة” التي تطبّع المواطن معها، موضحًا:

“لقد تطبع المواطن بثقافة الدولة، فالدولة تقدم كل إنجاز على أنه تفضل منها على المواطنين، وهو ما يفعله المواطن في الإقامات الفندقية أو المطاعم حين يتعامل مع المواطن على أنه شحاذ لا زبون”.

ولم يخفِ الكاتب قلقه من تفشي الفوضى وانعدام الذوق العام في الفضاء العمومي، منتقدًا سلوكيات بعض المواطنين التي وصفها بالمنفلتة، وقال:

“بعض أصحاب السيارات وكأنهم يشربون بول الحمير، يقفون أينما طاب لهم، ولا يحترمون الأسبقية، ويطلقون أبواق السيارات بدون موجب”.



يأتي هذا النقد اللاذع من الدكتور الكنبوري في سياق ارتفاع حدة الانتقادات الشعبية في المملكة لمظاهر الفوضى والغلاء خلال فصل الصيف، خاصة في المناطق السياحية الكبرى مثل مراكش وأكادير وطنجة.

وقد تداول نشطاء فيديوهات لمغاربة يفضلون قضاء عطلهم خارج البلاد، في دول مثل تركيا وإسبانيا والبرتغال، بسبب “رخص الأسعار، وجودة الخدمات، وسلوكيات راقية”، في مقارنة مباشرة مع ما يواجهونه داخل وطنهم.

ويُلمح الكنبوري في مقاله إلى أن ما يحدث من انفلات وابتزاز قد يكون جزءًا من “سياسة موجهة”، بقوله:

“الحقيقة أن بعض هذه الممارسات مقصودة، وتعد جزءًا من السياسة المتبعة، لأن هذا النهب المنظم بين المواطنين وسيلة للإلهاء، وأسلوب ذكي لهروب الدولة من مسؤولياتها”.


اختتم المفكر المغربي تدوينته المطولة برسالة قوية تعكس عمق الأزمة المجتمعية، مشيرًا إلى أن المغرب لا يزال بعيدًا عن طريق التحضر الحقيقي، مشددا على أن “البلدان ليست الطرقات والملاعب والرادارات القوية فقط، بل السلوك المدني… الطريق إلى التمدن طويل جدًا، هذا بالنسبة لمن بدأوا فيه، أما بالنسبة لمن لم يبدأوا بعد مثلنا، فهو أطول، هذا إن كنا نفكر فيه”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة