الكونغرس يستقبل السفاح
هوية بريس – نور الدين درواش
الحفاوة التي استقبل بها السفاح نتن ياهو بالكونغرس الأمريكي يجب أن تكون موقظا للغافلين من هذه الأمة الذين أُشربت قلوبهم حبَّ الغرب وإعظامه وإجلاله؛ بل وتصويره على أنه راعي الحقوق وحامي الحريات والضامن لأمن المستضعفين.
إن الصهيونية شقيقة الصليبية، كما أن اليهود إخوان النصارى عندما يتعلق الأمر بالحرب على الإسلام والمسلمين قال الله تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ).
فلا ينبغي التعويل أبدا على الدول الغربية وحكوماتها وبرلمانتها وأحزابها لنصرة قضية الأقصى.
و إن الذين يطمعون في تحقيق العدل على الأرض أو أسترداد حقوق الضعفاء عن طريق الدول الغربية ومنظماتها كمجلس الأمن أو الأمم المتحدة إنما يتعلقون بالسراب فإن سجلات الغرب الدموية الاستعمارية ووحشيته في التعامل مع الشعوب المستضعفة تبين أنهم أقرب لمنطق السفاح وعقليته وحقده منهم للمستضعفين المظلومين المضطهدين.
وإن النصر لهذه الأمة والمخرج من أزماتها لا يمكن أبدا أن يأتينا من قبل الأمم الغربية بل لا يأتي إلا بالرجوع إلى الله والتمسك بدينه والاعتصام بشرعه واستجلاب أسباب النصر من ذلك…
قال تعالى:
(إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ وَإِن يَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ)
وقال: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ . وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعۡسٗا لَّهُمۡ وَأَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ )
بل وعد سبحانه من تمسك بدينه بأمر زائد على النصر وهو التمكين في الأرض، فقال سبحانه: (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ )
وقد عاب القرآن الكريم على الذين تذرعوا لموالات الكفرة بحفظ مصالحهم والاطمئنان على أمنهم المالي والمعيشي فقال سبحانه:
(فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ)
إن حفاوة الاستقبال و القيام المتكرر أثناء الكلمة وحرارة التصفيقات التي تكررت -حسب بعض الجهات الإعلامية- 82 مرة واستغرقت في مجموعها 22 دقيقة وهو يجاوز ثلث مدة الكلمة… كل هذه الأمور تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية سواء قيادتها وممثلو شعبها يعتبرون أن الكيان الصه_يوني هو امتداد استراتيجي لدولتهم، ولهذا فهم يدعمونه ظالما ومظلوما، بل يدعمونه بعدما شهد العالم أنه مجرم حرب وسفاح مجازر لم يكد يشهد التاريخ لها مثيلا.
وحتى بعض التصريحات التي تصدر مرة بعد مرة عن بعض المسؤولين فما هي إلى در للرماد في عيون ضعاف البصيرة ومن آخرها تصريحات نائبة الرئيس (كامالا هاريس) التي ظاهرها التعاطف مع الشعب الفلسطيني والدفاع عنه والسعي لإيقاف الحرب عليه، فهل تنسينا هذه التصريحات أن صاحبتها هي صاحبة ثاني أعلى منصب في الدولة الأولى الأكثر دعما للسفاح على كل الأصعدة، وفي مقدمتها إمداد الكيان الغاصب بكل حاجياته من السلاح عبر خطوط خاصة لا يفسرها إلى اعتبار هذه الدولة أن الحرب على فلسطين حربها وأنها مستعدة للذهاب إلى ما لا يتصور خدمة لهذه الحرب.
ومن باب العدل والإنصاف فإنه لا ينكر وجود أصوات في أمريكا خاصة والغرب عامة، تصرخ في وجه المسؤولين مطالبة برفع اليد عن دعم القتلة ولكنها تبقى أصواتا من خارج دائرة المسؤولية ومن عموم الشعب كأصوات الطلبة وبعض الأساتذة وامثالهم.
وكذلك وجود أصوات داخل البرلمان ومنها التي قاطعت كلمة السفاح لكنها تبقى أصواتا ضعيفة لا تأثير لها.
وليس لها من دون الله كاشفة