الكيان المحتل ينشر صورا خطيرة من الكتب المدرسية في مصر.. وينتشي بـ”التغيير الجذري”!!
هوية بريس – وكالات
“ثورة في المناهج المصرية”.. “إصلاح جذري للكتب المدرسية في مصر”، هكذا بدأت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية تقريرها المطول حول تغيير المناهج في مصر.
ونشرت الصحيفة الصهيونية مقتطفات من التعديلات التي تمت في عدد من المناهج الدراسية لطلاب المرحلة الابتدائية، حيث بات الطلاب يتعلمون ما يسمى بـ”التسامح مع الصهاينة” لأول مرة، حسب قول الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أنه في بعض الكتب المدرسية الدينية الخاصة بالمسيحيين الذين يعيشون في مصر، هناك اعتراف بالارتباط اليهودي بفلسطين، كما لوحظ تحسين في صورة اليهود في الكتب المدرسية في مصر.
وأشارت الصحيفة الصهيونية إلى الدراسة التي نشرتها جامعة تل أبيب مؤخرا ونشرتها وسائل الإعلام الصهيونية الأسبوع الماضي، حيث كشفت لأول مرة عن تغيير بالمناهج الدراسية في مصر في الصفوف 1-2، وأن هناك تحسنًا كبيرًا في الصورة اليهودية في الكتب المدرسية التي أعيدت كتابتها كجزء من الإصلاح الذي وصل حتى الآن إلى الصف الخامس.
كما تبين من الدراسة أنه تم تقديم العديد من المحتويات التي تروج لما يسمى بـ”السلام والتسامح وقبول الآخر”.
والدراسة، التي تضمنت 271 كتابًا دراسيًا مصريا تم تدريسها بين عامي 2018 و 2023 من قبل وزارة التربية والتعليم المصرية، تم إجراؤها من قبل المعهد الدولي للبحوث والسياسات IMPACT-se، الذي يفحص ويحلل محتويات الكتب المدرسية في العالم بهدف تشجيع المحتويات ونشر ما يسمى بـ”السلام والتسامح”، بقيادة الدكتور أوفير وينتر، الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني.
وقالت يديعوت، تنفذ وزارة التربية والتعليم المصرية إصلاحًا تدريجيًا لإعادة كتابة جميع الكتب المدرسية في البلاد، في جميع الصفوف، ومن المتوقع أن تنتهي في عام 2030.
وأشارت يديعوت أحرونوت، إلى أن مصر تمتلك أكبر نظام تعليمي في الشرق الأوسط والعالم العربي بأسره ولديها أكثر من 25 مليون طالب في جميع المراحل الدراسية.
وقال الصحيفة إن الكتب المدرسية الجديدة التي نُشرت في السنوات الأخيرة لا تتضمن صورًا نمطية معادية للسامية أو أفكارًا عنيفة تجاه اليهود والكيان الصهيوني، مثل تلك التي كانت موجودة في الكتب القديمة، مثل وصل اليهود بالأفعال السيئة والسمات السلبية كالاحتيال والجشع والغدر، وتم استبدال هذه المحتويات بقيم “التسامح والتعايش” التي تؤكد على الأسس المشتركة بين الإسلام واليهودية !!
وأضافت أنه تم تقديم محتوى مثل معرفة الإسلام في التوراة وأمثلة من القرآن تؤكد على العيش مع اليهود على أساس السلام والعدالة والتعاون، مع الإشارة على وجه التحديد إلى أن النبي محمد سعى لتحقيق “السلام والتعايش” ونشر العلاقات الرحيمة مع اليهود.
وأوضحت أن الدراسة كشفت عن تغييرات إيجابية مهمة للغاية طرأت في دراسة اتفاقية السلام بين دول المنطقة خاصة مصر والكيان الصهيوني الغاشم، مقارنة بالكتب المدرسية التي ربما تكون قد كتبت في عهد الرئيس مبارك، وأن الطلاب المصريين يتعلمون حاليًا فوائد اتفاقية “كامب ديفيد” ويتم التركيز بشكل أكبر على شرعية الكيان الصهيوني الغاصب كشريك في السلام، كما يطلب من الطلاب حفظ بنود اتفاقية السلام، ووصف فوائد السلام لمصر والدول العربية.
كما تضمن الكتاب صورة لتوقيع الاتفاقية في البيت الأبيض عليها صورة رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق مناحيم بيجين، وتغيير أقسام مثل إقامة “علاقات طبيعية” بين البلدين إلى إقامة “علاقات ودية”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه الكتب المدرسية امتنعت عن تسمية الكيان الصهيوني باسمها (إسرائيل) في الخرائط الدراسية، وأشارت إليها بدلاً من ذلك باسم “فلسطين”، لكن بعض الخرائط أصبحت أكثر حيادية في النسخ الجديدة وحذفت اسم فلسطين الذي انتشر على الخريطة وتركته دون ذكر.
وقالت إنه بشكل عام، يُظهر المنهج الجديد تغييرًا إيجابيًا للغاية، فقد أصبحت الكتب المدرسية المصرية تقدم مفاهيم عن حب السلام كمفهوم عام وروح وطنية وقيمة إسلامية مدعومة بآيات من القرآن والتقاليد الإسلامية.
كما تم إدخال منهج جديد بعنوان “القيم واحترام الآخرين”!! في المناهج الدراسية منذ الصف الأول ويؤكد على الحريات الدينية ونبذ الكراهية والعنف في المجتمع والسلوك الأخلاقي مع المسؤولية الشخصية والمشاركة مع العالم وأهمية الانفتاح على الثقافات الأخرى.
وقال الرئيس التنفيذي لمعهد البحوث والسياسات IMPACT-SE ماركوس شيف: “إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أوفى بوعده لإصلاح المناهج الدراسية في مصر، فمصر لديها أكبر نظام تعليمي في الشرق الأوسط، وبالتالي فإن عملية إزالة معاداة السامية وغيرها من أشكال التعبير عن الكراهية من الكتب المدرسية هي مساهمة كبيرة في نمو مجتمع مصري أكثر تسامحًا من شأنه تعزيز الاستقرار الإقليمي ومحاربة التطرف “.
فيما قال نائب رئيس معهد الأبحاث إريك أجاسي: “تثبت مصر أنها تتفهم القوة التي يجب أن تكون بها الكتب المدرسية حاجزًا حاسمًا أمام التطرف منذ الصغر، وأصبحت مصر تنضم إلى لسلسلة من الدول التي درسها المعهد في السنوات الأخيرة مثل المملكة العربية السعودية والمغرب والإمارات العربية المتحدة وقطر بمحو التحريض والكراهية من الكتب المدرسية”.