اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا: هؤلاء لا يمثلون الأئمة ولا أهل الدين

هوية بريس – شريف السليماني

في وقتٍ تتعالى فيه صرخات الأمهات من تحت الركام، وتُلفّ الأطفال في أكفان جماعية، وتسيل دماء الأبرياء تحت صمت دولي مخزٍ، خرجت علينا مشاهد لا تقل استفزازًا عن صور الدمار: وفد ممن وُصفوا بـ”أئمة” من أوروبا، يزورون الدولة الظالمة، ويُقابلون رأس نظامها، ويُكثرون من الثناء عليه، بل ويُنشِدون المدائح النبوية في حضرته، كأنهم في ضيافة أهل صلاح، لا في حضرة من يقود آلة البطش ضد أهلنا في الأرض الجريحة.

لكن المثير للسخرية والألم في آنٍ، أن رأس الدولة الظالمة نفسه هو من خص هؤلاء المجهولين المرفوضين باحتفاء رسمي، في وقت تعيش فيه تلك الدولة أزمات حقيقية وعزلة دولية خانقة. وهذا ليس لكرامة عندهم، بل لأن صورة الدولة تتهاوى، وتتشبث بأي مشهد يلمع وجهها أمام الإعلام، حتى لو كان بوجوهٍ منبوذة في مجتمعاتها الأصلية.

ونُشهد الله والناس أن أحد هؤلاء معروف لدينا شخصيًا، وقد سارعت اللجنة المسيرة لأحد المساجد في أوروبا إلى اتخاذ موقف واضح بطرده.

كما أصدرت جمعية الأئمة في هولندا بيانًا تؤكد فيه أن هذا الشخص لا ينتمي إليها، ولا يمثلها بأي شكل.

وتم كذلك طرده من مجموعة واتساب خاصة بالأئمة كان فيها، مما يُثبت أن أبناء الجاليات الإسلامية، وخاصة العلماء والدعاة، يرفضون هذا السلوك ويُدينونه عمليًا قبل أن يُدينوه نظريًا.

هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم.

لا يمثلون الأئمة ولا العلماء ولا الدعاة ولا الأمة الإسلامية.

والمسلمون الصادقون في الغرب وفي كل مكان يقفون مع المستضعفين، ويدينون العدوان، ويناصحون ويحاسبون كل من تجرأ على المتاجرة بالدين في زمن القتل والدم.

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

اللهم لا تجعلنا فتنة للذين ظلموا.

اللهم ثبّت عبادك الصادقين، واهتك ستر المتاجرين بدينك.