اللهم لا نصر إلا نصرك.. “إسرائيل” بعد عامين من الحرب

10 أكتوبر 2025 16:43

هوية بريس – د.رشيد بن كيران

اللهم لا نصر إلا نصرك.. إسرائيل بعد عامين من الحرب

مر عامان على حرب غزة، وسقطت خلالها الأسطورة التي خدعت العالم سبعين عاما. الجيش الذي كان يوصف بـالذي لا يقهر، عجز عن حسم معركة مع مدينة محاصرة، وتحول من قوة ردع إلى جيشٍ مرهق تائه بين أنقاضه وخوفه.

خسرت إسرائيل هيبتها العسكرية، واهتزت ثقة جنودها وقيادتها، وتآكلت جبهتها الداخلية بالاحتجاجات والانقسامات. لم يعد الشعب يثق بحكومته، ولا الحكومة تملك ما تقنع به شعبها، وغادر عشرات آلاف من المستوطنين.

وخارج حدودها، خسرت الكيان غطاءه الأخلاقي المزيف والسياسي؛ فالعالم شاهد الإبادة على الهواء، والمحاكم الدولية تلاحقه بتهم الإبادة وجرائم الحرب، وانهار مشروع التطبيع الذي كان يسوَّق بوصفه بوابة الشرق الأوسط الجديد.

أما الاقتصاد الإسرائيلي فدخل دوامة نزيف غير مسبوق: مئات المليارات من الخسائر، وشركات تغادر، واستثمارات تتراجع، ومدن تخلى من سكانها خوفا ورعبا.

وفي المقابل، غزة لم تُهزم، فبركامها صنعت معنى جديدا للنصر، وباستشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينين وبصمودها أعادت تعريف القوة. لم تكن معركة سلاح فحسب، بل معركة إرادة ووعي، انتصرت فيها المقاومة حين أسقطت آخر أوراق الكذب الصهيوني أمام العالم.

لقد خسرت إسرائيل كل ما لا يقاس بالأرقام: صورتها، ردعها، وحدتها، وطمأنينتها.

أما غزة، فقد كسبت ما لا يقاس بالمادة: شرعية الصمود، وخلود المعنى، وإلهام الأمة وإحياء ضميرها. ومن تأمل فرح أهل غزة الآن أدرك حقيقة معان للنصر المقصود . الحرب لم تنته بعد، لكنها حسمت رسالتها:

الاحتلال إلى زوال وإن طال الليل.

وهذا وعد إلاهي؛ “يا مسلم هذا يهودي مختبئ وراء الحجر والشجر، تعالى فاقتله“.

اللهم لا إلاه غيره، ولا نصر إلا نصرك.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة