المالكي: إقرار يوم عالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا سيتيح مناسبة لتجديد التعبئة قصد تفكيك خطابات الحقد وكراهية الآخر
هوية بريس – و م ع
أكد الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، رئيس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، اليوم الأربعاء بالرباط، أن مبادرة إقرار يوم عالمي سنوي “لمناهضة الإسلاموفوبيا ومن أجل التسامح والحوار الحضاري”سيتيح مناسبة لتجديد التعبئة الجماعية قصد تفكيك خطابات الحقد وكراهية الآخر ومحاصرتها.
ووأوضح المالكي، في لقاء تواصلي مع سفراء الدول الإسلامية، أن هذه المبادرة تتمثل في العمل من داخل الأمم المتحدة، ووكالاتها المختصة وخاصة اليونسكو، من أجل اعتماد يوم عالمي سنوي “لمناهضة الإسلاموفوبيا، ومن أجل حوار الحضارات والتسامح”، يكون مناسبة دولية للدعوة إلى التسامح والتعايش والتعريف باعتدال الدين الاسلامي ورفض الخطابات التي تلصق بالإسلام والمسلمين، والتي تتخذ من إيديولوجية الترهيب والتخويف من الاسلام عقيدة لها.
وأبرز أن هذه المبادرة التي اقترحها المغرب وتبناها أعضاء اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بالاجماع، تأتي تفعيلا لقرارات المؤتمر العام، مشيرا إلى اقتراح تفعيلها على مستوى منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، لا سيما اليونسكو، ومع آلية الأمم المتحدة لحوار وتحالف الحضارات.
واعتبر أنه بهذه المبادرة وغيرها، ”نحن في قلب معركة معقدة تهدف إلى تصحيح التمثلات الخاطئة عن الاسلام والمسلمين، دينا وحضارة وتاريخا، وأمام إحدى التحديات الاستراتيجية التي لا تواجه بلداننا الإسلامية، فقط، ولكن كل المجتمع الدولي”، مضيفا ” إننا مطالبون بقلب معادلات الكراهية والمواجهة والصراع، بإشاعة روح التسامح والتعاون والتعايش واحترام الأديان والثقافات وقيم الآخرين”.
وسجل المالكي أن هذه المبادرة تأتي ضمن مبادرات أخرى في إطار رئاسة المغرب للاتحاد، ومنها بالخصوص إحداث “جائزة القدس للديمقراطية والعدالة التاريخية”، اعتبارا لمركزية القضية الفلسطينية لدى الشعوب الإسلامية، والسعي من أجل استعادة زخم الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية في سياق إقليمي ودولي غطت أحداثه على هذه القضية وجعلت الاحتلال ينفرد بالشعب الفلسطيني.
وتهدف هذه الجائزة أيضا إلى تذكير المجموعة الدولية، وخاصة المجموعة البرلمانية الدولية، بمشروعية حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف والتعريف بعدالة القضية الفلسطينية وبشرعية كفاح الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال.
من جانبه، اعتبر المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إسيسكو”، الدكتور سالم بن محمد المالك، أن ظاهرة الإسلاموفوبيا من القضايا الخطيرة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، باعتبارها تتعدى المجال الخاص، أي الإسلام والمسليمن بصورة عامة، إلى المجال العام الذي يشمل الإنسانية قاطبة.
وشدد على أن “الذين يوجهون ظاهرة الإسلاموفوبيا ويقفون وراءها، هم جماعات كارهة للسلام، ومخالفة لحقوق الإنسان، يسيرون في الاتجاه المعاكس للإجماع الدولي حول قيم كونية مشتركة بين الأمم والشعوب، ويقفون في وجه المسيرة الإنسانية الداعية إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات.
وبعد أن نوه بأهمية الاقتراح المغربي لإقرار يوم عالمي سنوي “لمناهضة الإسلاموفوبيا ومن أجل التسامح والحوار الحضاري”، أكد المدير العام للمنظمة أن المبادرات الساعية للحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا تستحق الدعم والرعاية من المجتمع الدولي والتنسيق بين كل الأطراف المعنية بها.