المالية الإسلامية تحقق نموا قياسيًا.. هل يصبح المغرب مركزها القاري؟

هوية بريس – متابعات

في كلمة افتتاحية قوية خلال أشغال المنتدى الثالث والعشرين للاستقرار المالي الإسلامي، الذي انطلقت فعالياته يوم الخميس 3 يوليوز 2025 بالعاصمة الرباط، دعا غياث شابسيغ، الأمين العام لمجلس الخدمات المالية الإسلامية، إلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي لجعل المالية الإسلامية ركيزة أساسية في النظام الاقتصادي العالمي.

📈 نمو قياسي للمالية الإسلامية في 2024

وأشار شابسيغ إلى أن هذا القطاع عرف خلال سنة 2024 نموًا ملحوظًا بنسبة قاربت 15 في المائة، في أعلى معدل يتم تسجيله منذ أزمة جائحة كوفيد-19، مما يؤكد الزخم التصاعدي الذي تعرفه المالية التشاركية عالميًا.

ورغم هذا التقدم، لفت المتحدث إلى أن هذا النمو يخفي تفاوتات بين المناطق الجغرافية، حيث لا تزال بعض الدول تواجه صعوبات في إرساء أطر تنظيمية فعالة وبنى تحتية مالية قادرة على مواكبة التطور.

🌐 تحديات رقمية وتفاوتات تنظيمية

وسجل شابسيغ أن القطاع بات يواجه تحديات التحول الرقمي السريع، خاصة مع الارتفاع الكبير في استخدام الخدمات المالية الإسلامية الرقمية بنسبة 44 في المائة، وهو ما يستوجب، بحسبه، اعتماد آليات رقابية أكثر صرامة لمواكبة هذا التحول وضمان الاستقرار المالي.

📌 المغرب مرشح للريادة القارية

في هذا السياق، أبرز شابسيغ الموقع الاستراتيجي للمغرب ضمن هذا المشهد المالي المتغير، مشيرًا إلى أن المملكة، بفضل إصلاحاتها الهيكلية، ومشاريعها الضخمة في البنية التحتية، وموقعها الجغرافي الفريد، مرشحة لأن تتحول إلى مركز قارّي للمالية التشاركية.

كما نوه المسؤول بالتزام مؤسسات المملكة، وعلى رأسها بنك المغرب والهيئات التنظيمية، في توفير بيئة ملائمة ومحفزة لنمو هذا النمط التمويلي.

🛠️ مبادرات استراتيجية لتعزيز الشفافية والاستقرار

لمواكبة التغيرات المتسارعة، كشف مجلس الخدمات المالية الإسلامية عن سلسلة من المبادرات الجديدة، من أبرزها:

🧭 إطلاق منصة متقدمة للمؤشرات الاحترازية لرصد وتحليل الاستقرار المالي.

🗂️ تطوير برنامج شامل لقواعد البيانات التنظيمية.

🌐 اعتماد استراتيجية دولية لتوحيد الممارسات وتعزيز الشفافية على مستوى العالم.

🌍 دعوة إلى تبني المالية الإسلامية عالميًا

وشدد شابسيغ على أن المالية الإسلامية يجب أن تُفرض نفسها كـ”بديل أخلاقي متاح للجميع“، مبرزًا أنها تقوم على مبادئ تقاسم المخاطر والأخلاقيات، وهي مبادئ تتماشى مع حاجيات إنسانية شاملة.

وأكد أن الهدف هو دمج المالية الإسلامية دمجًا كاملاً داخل النظام المالي العالمي، معتبرًا أنها تقدم حلولًا مرنة وأخلاقية، تتجاوز الانتماءات الدينية، لتخدم الإنسانية جمعاء.

🔎 خارطة طريق لـ2025: بناء القدرات والتعاون الدولي

وختم شابسيغ كلمته بالتأكيد على أن المنتدى ليس فقط مناسبة سنوية، بل يمثل محطة مفصلية في مسار بناء نظام مالي أكثر عدالة ومتانة، داعيًا إلى تعبئة جماعية لمواجهة التحديات المتبقية أمام القطاع، خاصة مع توجه المجلس إلى إطلاق عدة مبادرات تنفيذية خلال سنة 2025، ستركز بالأساس على بناء القدرات وتعزيز التعاون الدولي.