المبادرة الطلابية بجامعة الحسن الأول تنتفض في وجه الارتجالية والمغامرة بصحة الطلاب
هوية بريس – متابعات
أصدرت المبادرة الطلابية بجامعة الحسن الأول بلاغا ترصد فيه كافة الاختلالات والمشاكل التي شابت عملية التدريس عن بعد، وكذا عملية الإعداد لامتحانات الدورة الربيعية الخاصة بكلية الحقوق.
وقد اعتبرت “المبادرة الطلابية” هذه الأزمة أزمة قديمة، لم تزدها الجائحة إلا وضوحا. كما حمّلت “المبادرة الطلابية” مسؤولية الأوضاع الارتجالية التي تعيشها كلية الحقوق لكل من الوزارة الوصية ورئاسة الجامعة وعمادة كلية الحقوق.
وقد جاء نص البلاغ كما يلي:
واهم من يعتقد أن أزمة التعليم العالي بالمغرب وليدة ظروف جائحة “كوفيد-19″، واهم من يعتقد أن الجامعة المغربية بخيرٍ لولا “الجائحة”. إلا أن أزمة كانت تلوح في الأفق بين الفينة والأخرى، أصبحت بفعل “الجائحة” أكثر وضوحا وفظاعة. إن الفوضى التي كانت تلبس لبوس الفوضى الخلاقة هنا وهناك، هي التي أصبحت فوضى ظاهرة لا تخفى على أحد. إنها أزمة سنوات، منذ أنْ تراجع الدور التاريخي للحركة الطلابية المغربية، ومنذ أن اختُرِقت الجامعة المغربية بالفوضى وقلة الكفاءات العلمية والإدارية ومنطق الولاءات… إلخ.
لم تكن الأوضاع بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية-سطات لتشذ عن هذه الأزمة القديمة-الجديدة، بل إنها كانت على العكس من ذلك تجليا من تجلياتها، ليجد الطلبة وكافة المكونات الطلابية أنفسهم أمام كمّ من المشاكل والاختلالات:
أولا، عدم التزام جميع الأساتذة بحصصهم عن بعد، بالإضافة إلى ضعف تنظيم وغياب توحيد وسائل الحصص المجراة منها.
ثانيا، ضعف التواصل بين عمادة الكلية وكافة الطلبة والمكونات الطلابية إلا نادرا، ما أدى حالات من سوء الفهم والسخط العارم.
ثالثا، فوضى الإعلانات التي مست بهيبة المؤسسة، وجعلت الرأي العام الطلابي يتساءل عن مدى تحمل العمادة لمسؤولية قراراتها.
رابعا، الارتجالية التي شملت الإعلان عن مراكز الامتحانات وبرمجتها الزمنية والمكانية، دون أن تترك العمادة لنفسها فرصة للموازنة بين: ضرورة استكمال الموسم الجامعي (2019-2020)، الظروف الاجتماعية للطلبة ومخاوفهم المتعلقة بالجائحة، جاهزية الشركاء من المؤسسات والقطاعات الأخرى (الصحة، الداخلية، أكاديميات ومديريات التربية والتكوين… إلخ)، جاهزية الكلية نفسها بأطرها وإدارييها.
خامسا، النهج الإقصائي الذي تعتمده العمادة، ومعها رئاسة الجامعة، في اتخاذ كافة القرارات، وكأن جامعة الحسن الأول خالية من المكونات الطلابية الجادّة والمسؤولة.
… إلخ.
نؤكد كل هذا، ونلفت انتباه الرأي العالم الطلابي إلى أن الأزمة معقدة، لا تتحمل فيها عمادة الكلية ورئاسة الجامعة المسؤولية كاملة. إنها سنوات من “التفقير والتجهيل والتهميش” ومحاصرة الحركة الطلابية بمختلف الوسائل، أضف إليها ما يتخبط فيه القطاع الوصي (وزارة التعليم) من فوضى في اتخاذ القرارات، ودون إشراك للطلبة والمكونات الطلابية ثانية. وإجرائيا، فإن القطاع الوصي يتحمل مسؤولية فوضى “جامعة الحسن الأول” كالآتي:
– عدم توفير الوسائل البيداغوجية واللوجيستيكية والعلمية الكافية لإنجاح “عملية التعليم عن بعد” في الجامعات المغربية.
– عدم إشراك النقابات والمكونات الطلابية في اتخاذ القرارات، لتجد نفسها محرَجة أمام ردود أفعال نقابية وطلابية لم تكن لتقبل بالفوضى والاستهتار بصحة المواطنين والاستفراد بقرارات غير مبررة وغير مفهومة.
– عدم الاستجابة لمطلب تأجيل الدخول المدرسي الجديد (2020-2021)، وهو ما عقّد عملية التنسيق بين رئاسة الجماعة/عمادة الكلية ومدارس الإقليم بخصوص إحداث مراكز إقليمية لإجراء امتحانات الدورة الربيعية.
– الدعوة إلى تنظيم امتحانات الدورة الربيعية دون اعتبار لما يلي: قلة الموارد البشرية بالنظر إلى اشتراط تنفيذ التدابير الاحترازية، اكتظاظ الطلبة في مراكز إقليمية ومحلية بعينها، تنظيم الامتحانات في فترات زمنية متقاربة أو متداخلة في غياب التنسيق بين الجامعات والكليات المنتمية إلى جهات مختلفة.
… إلخ.
وبناء عليه فإننا ندعو الوزارة الوصية على قطاع التعليم إلى التدخل بشكل عاجل من أجل:
– تأجيل امتحانات الدورة الربيعية إلى حين يتسنى فيه إجراؤها في ظروف صحية وبيداغوجية ولوجيستيكية سليمة.
– إلزام أساتذة المؤسسات بحراسة الامتحانات وتحمل مسؤوليتهم التربوية في هذا الظرف العصيب، ما دام أن عددا كبيرا منهم أصبح يعتبر نفسه فوق الالتزام بواجب المهنة وأخلاقياتها.
– إلزام المؤسسات الجامعية بالتنسيق فيما بينها على مستوى تبادل الحراسة في الأقاليم المشتركة.
– إلزام المؤسسات الجامعية بتحديد تواريخ غير متقاربة لإجراء الامتحانات.
– إلزام المؤسسات التعليمية بتوفير الأطر الإدارية المساعدة والسماح باستغلال وسائل الإدارة المتوفرة لديها.
– خلق مراكز إقليمية أو محلية إذا اقتضى الحال، في كل الأقاليم والمدن كلما دعت الضرورة إلى ذلك، حفاظا على سلامة صحة الطلاب واعتبارا لظروفهم الاجتماعية المتفاقمة بفعل “الجائحة”.اهـ