المجاهد.. حمو بن العيساوي

15 فبراير 2025 19:05

هوية بريس – يوسف بن العيساوي

المجاهد: حمو بن العيساوي:

ولد سنة 1876م تقريبا بقبيلة: مثيوة-الجبهة.. المطلة على البحر الأبيض المتوسط.. شمال المغرب.. وهي جزء من قبائل غمارة التابعة لإقليم الشاون.

– كان له أحد أخا ذكرا، عرفوا بالبأس والقوة.. مما جعل المجاهد حمو بن العيساوي مهاب الجانب في قبيلته وما جاورها.

– عاصر أربعة سلاطين هم:
– الحسن الأول.
– عبد العزيز.
– عبد الحفيظ.
– يوسف.

كما عاصر فترة تمرد -بوحمارة- على الدولة العلوية.

وعاصر مرحلة توقيع معاهدة الحماية،واحتلال تطوان.

– جهاده:

– المرحلة الأولى من: 1913 إلى 1921.

بدأ جهاده ضد الاستعمار الإسباني مباشرة بعد احتلال تطوان 1913.. وذلك حسب شهادة الجنرال الاسباني “كباث مونطيس” الذي ذكر في تقاريره العسكرية بأن المجاهد -حمو بن العيساوي- كان من زعماء وثوار قبائل غمارة ضد الوجود الإسباني.. وذكر بأن قواته عانت الأمرين من الهجومات المتكررة التي كان يقودها المجاهد…

– من أشهر المعارك التي خاضها:

– معركة 1919م:

خاض المجاهد -حمو بن العيساوي- رفقة قبائل -غمارة- معركة كبيرة لمنع نزول الاسبان في شاطئ-وادي لاو- ،ولصد هجوم بري واسع بالمدافع من القوات البرية الإسبانية…

ونجح المجاهدون في صد هذا الهجوم البحري والبري.

– معركة 1920:

من 23 أبريل إلى 6 ماي… لمنع محاولة إنزال القوات الإسبانية في شواطئ غمارة.. ولقد كانت معركة شرسة للغاية.

– معركة باب برد:

أواخر 1920: وذلك لمنع تقدم القوات البرية الإسبانية..لكن المجاهدين انهزموا فيها نظرا للتفوق العسكري الهائل للاسبان… مما أدى إلى سيطرتهم على مساحات واسعة من -غمارة-.

إلى جانب ذلك كان المجاهد- حمو بن العيساوي- طيلة هذه المرحلة يقود حرب العصابات ضد الاسبان ،مستفيدا من التضاريس الجبلية الصعبة للمنطقة، والتي كانت تساعده على الكر والفر ،والقيام بهجومات مباغثة أزعجت الاسبان، لدرجة ان الجنرال- كباث مونطيس- أبدى إعجابه بشجاعة هذا القائد الذي لم يكن يمل نهائيا من مهاجمة الاسبان في كل مكان…

– المرحلة الثانية:

من 1921 إلى 1927:

يعتبر جدنا المجاهد: حمو بن العيساوي أول قائد من غمارة يتوجه إلى -أجدير- لمقابلة وتهنئة محمد بن عبد الكريم الخطابي على فوزه في معركة أنوال 1921… وقد رافقه في هذه الزيارة بعض شيوخ القبائل الغمارية وهي: مثيوة؛ بني سميح؛ بني رزين؛ بني خالد…

ويعتبر المجاهد أول قائد يعرض على الخطابي التعاون العسكري بين مجاهدي غمارة ومجاهدي الريف، إذ طلب من الخطابي خلال هذا اللقاء أن يعطيه 400 جندي لمرافقته إلى قبيلة مثيوة، وضمهم إلى جنوده، قصد منع نزول الإسبان في شواطئ غمارة، على أن يتكلف المجاهد بمؤونتهم وحاجياتهم…

لكن الخطابي وقادته تخوفوا من هذا العرض، وشعروا بأن المجاهد -حمو بن العيساوي- له طموحات سياسية، وهدفه تكوين دويلة تكون نواتها قبائل غمارة… وهذا يتعارض مع الطموحات السياسية للخطابي…

وهذا حسب شهادة وزير خارجية جمهورية الريف -محمد أزرقان- الذي كان حاضرا في هذا اللقاء…

وما هو واضح من المصادر التاريخية هو أن الخلاف بين المجاهد حمو بن العيساوي والخطابي، هو أن -العيساوي- كان يريد أن تتعاون غمارة مع الريف للجهاد، بينما كان يريد الخطابي أن تخضع له غمارة لا أن تتعاون معه…

وهذا هو جوهر الخلاف الذي حدث بين الرجلين، والذي تطور إلى مواجهة مسلحة بين غمارة والريف في منطقة الجبهة التي يسيطر عليها المجاهد حمو بن العيساوي، مما اضطر الجيش الريفي بقيادة شقيق الخطابي إلى التراجع نحو الريف…

فالمجاهد -حمو بن العيساوي- بتاريخه الجهادي الطويل -الذي بدأ قبل ظهور الخطابي- لم يكن ليقبل بالخضوع، بل كان يؤمن بالتعاون العسكري. والدليل هو أنه هو الذي تقدم بمبادرة التعاون لما زار الخطابي في أجدير بشهادة وزير خارجيته…

بعد هذه المواجهة سيتم عقد الصلح بين الطرفين وسيلعب المجاهد -حمو بن العيساوي- دورا كبيرا في توحيد جهاد غمارة والريف ضد الاستعمار الإسباني وذلك حسب شهادة المؤرخ -العربي المساري- في كتابه -من القبيلة إلى الوطن-.. وشهادته استقاها من شهادة نجل الخطابي، ادريس الخطابي… والذي أكد أن العيساوي لعب دورا بارزا أسهم في السماح لجيش الخطابي بتوسيع نشاطه العسكري غربا في اتجاه قبائل غمارة وجبالة…

– بعد استسلام الخطابي يوم 26 ماي 1926. مقابل تأمين حياته وحياة أسرته وعائلته وأمواله… رفض -المجاهد حمو بن العيساوي- الاستسلام، وواصل التحصن في جبال قبيلة -مثيوة-الجبهة- الحصينة والمنيعة، وظل يقود مجموعات من المجاهدين الذين ظلوا أوفياء لقضية تحرير المغرب من الاستعمار الإسباني البغيض..

استشهاده: استشهد بعد 1927م تقريبا.

وحسب الرواية الشفهية للعائلة، فلقد استشهد جدنا المجاهد حمو بن العيساوي غيلة وغدرا، رميا بالرصاص، وهو على صهوة حصانه حينما كان مارا من قبيلة -بني رزين- المجاورة لقبيلة مثيوة… والأغلب أنه قتل غدرا من طرف القوات الإسبانية، أو من طرف المغاربة المجندين من طرف الاحتلال الإسباني…

وحسب العائلة: بعد انتشار خبر استشهاده ذهب أفراد العائلة وأحضروا جثته، وتم دفنه في قبيلته ومسقط رأسه -مثيوة-.

خلف المجاهد ثمانية عشر ولدا: تسعة ذكور، وتسع إناث…

وختاما أقول: إن سبب كتابتي لسيرة جدي الثاني -حمو بن العيساوي- هو نفض الغبار عن هذا المجاهد الذي طواه النسيان، وتم تهميش تاريخه الجهادي، بينما تم تضخيم صورة بعض الأشخاص الذين لم يقدموا شيئا لتاريخ المغرب سوى الاستسلام… رحم الله جدنا المجاهد، وحفظ أبناءه وأحفاده…

المصادر:

– الظل الوريف في محاربة الريف: أحمد بن العياشي السكيرج.

– مذكرات الجنرال أوسفالدو فرناندو كباث: فصل: رؤساء الثوار في غمارة، من 1913 إلى 1927.

– محمد بن عبد الكريم الخطابي: من القبيلة إلى الوطن: العربي المساري.

– الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في القبيلة الغمارية خلال النصف الأول من القرن 20… موسى المودن- محمد عبد المومن- اسية واردة.

– الروايات الشفهية لأبناء المجاهد-حمو بن العيساوي-.

يوسف بن العيساوي:
حفيد المجاهد: حمو بن العيساوي-.
طنجة.. المغرب.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة