لأسباب أمنية.. تأجيل إطلاق منصة المجلس الأعلى للحسابات

هوية بريس – متابعات
أعلن الكاتب العام للمجلس الأعلى للحسابات، عبد العزيز كولوح، عن تأجيل موعد إطلاق المنصة الرقمية الجديدة المخصصة لتلقي ومعالجة الشكايات والتبليغات من طرف المواطنين، بعد أن خضعت لسلسلة من الاختبارات التقنية الدقيقة المرتبطة بالأمن السيبراني وحماية البيانات الشخصية.
تدقيق أمني لحماية الفضاء السيبراني الوطني
وأوضح كولوح، خلال عرضه للميزانية الفرعية للمحاكم المالية أمام البرلمان، أن المجلس حرص على إخضاع المنصة لـ افتحاص شامل من طرف المديرية العامة لأمن نظم المعلومات، في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى حماية الفضاء السيبراني.
وأضاف أن عملية الافتحاص “أوصت بإجراء تعديلات تقنية على مستوى البرمجة المعلوماتية، بهدف تعزيز مستوى أمان المنصة وضمان حماية خصوصية المستخدمين من أي خطر إلكتروني محتمل”.
أداة جديدة لتقريب العدالة المالية من المواطنين
وتهدف المنصة الرقمية، وفق المتحدث ذاته، إلى تبسيط إجراءات التبليغ عن الاختلالات المالية والإدارية في الأجهزة العمومية، وتمكين المواطنين والمرتفقين من تقديم إبلاغاتهم إلكترونيًا، مع تتبع مسارها ومعالجتها في آجال معقولة.
وكان من المقرر إطلاقها رسميًا خلال سنة 2025، بعد استكمال المساطر القانونية والترخيص المسبق من اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي (CNDP)، قبل أن يتم تأجيل العملية إلى حين إنهاء التعديلات الأمنية المطلوبة.
1445 شكاية خلال سنتي 2024 و2025
كشف كولوح أن المجلس الأعلى والمجالس الجهوية للحسابات تلقّيا خلال سنتي 2024 و2025 ما مجموعه 1445 شكاية، من بينها 904 في سنة 2024 و541 إلى حدود أكتوبر 2025.
وأوضح أن ما يقارب نصف هذه الشكايات (49% في 2024 و41% في 2025) تندرج ضمن اختصاص المجالس الجهوية للحسابات، وقد تمت إحالتها عليها للبتّ فيها.
من الشكايات إلى المحاسبة
وأشار المسؤول إلى أن دراسة هذه الشكايات أسفرت عن برمجة مهام رقابية جديدة في مجالات تسيير المال العام وتقييم المشاريع العمومية، بينما تمت إحالة ملفات أخرى على الجهات القضائية المختصة بعد التأكد من وجود أفعال ذات طابع خطير تستوجب المساءلة.
وأكد أن هذه الآلية الرقابية “تمثل رافعة محورية لانفتاح المحاكم المالية على المواطنين وتعزيز الثقة في مؤسسات الرقابة”، مشددًا على أن المجلس يتعامل مع الشكايات “بمنهجية موضوعية تضمن الجدية والشفافية في تتبع الملفات”.



