المحتجون يحطمون تمثال “ماريان” شعار فرنسا ورمز آلهة الحرية لديها
هوية بريس – مصطفى الحسناوي
أظهرت لقطات من فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي عددا من المحتجين، وهم يقتحمون قوس النصر ويحطمون بعض محتوياته، ومنها تمثالا مصنوعا من الجبص، ل “ماريان” الشعار الوطني للجمهورية الفرنسية.
و”ماريان” هي تجسيد للحرية والعقل إبان الثورة الفرنسية، وكان أول تصوير لها على لوحة زيتية، للرسام ليوجين ديلاكروا، سنة 1830، تحت عنوان: “الحرية تقود الشعب” إحياءً لذكرى ثورة يوليوز الفرنسية التي قادتها المعارضة الليبرالية، للإطاحة بالملك شارل العاشر، وإعادة الجمهورية الفرنسية. وتجسد اللوحة إلهة الحرية كامرأة حاملة لراية الثورة التي لا تزال العلم القومي لفرنسا بيد، وبندقية باليد الأخرى وتقود الشعب إلى الإمام على جثث الذين سقطوا.
ولا يُعرف بالتأكيد أصل تسمية “ماريان”، فقد كان اسم ماري-آن شائعاً جداً في القرن الثامن عشر، وكان يمثل الشعب، بيد أن أنصار الثورة المضادة أطلقوا هم أيضاً هذا الاسم على الجمهورية من باب التهكم.
وتكاثرت تماثيل “ماريان” ولا سيما تماثيلها النصفية، في ظل الجمهورية الثالثة وخصوصاً في البلديات. وأصبحت ماريان تتخذ صورة وجه ممثلة من الممثلات الشهيرات الآن، كما تظهر صورها على أغراض واسعة الانتشار مثل الطوابع البريدية، وتحتل مكان الشرف في البلديات والمحاكم. وهي ترمز إلى “انتصار الجمهورية”، ولها تمثال برونزي يطل على ساحة Place de la Nation في باريس، ويظهر وجهها على شعار الحكومة الرسمي للدولة، ونقش على العملة المعدنية لليورو الصادرة في فرنسا، وقد كانت قد سكت على العملة السابقة “الفرنك”، ويستخدم رسميا على معظم الوثائق الحكومية.
وفي العصور القديمة كان من الشائع تمثيل الأفكار والكيانات المجردة كآلهة، وأصبح هذا الفعل أقل شيوعًا خلال العصور الوسطى، ثم عادت هذه الممارسة إلى الظهور خلال عصر النهضة، حيث ظهرت بعد الثورة، العديد من التجسيدات “للحرية” و”العقل”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد توجه مباشرة إلى قوس النصر، بعد عودته الى باريس، آتيا من الأرجنتين، ليتفقد الأضرار التي لحقت بالمعلم الشهير.