كشفت جريدة “سليت” الفرنسية كيف أصبحت الفرنسيات المحجبات يغادرن البلاد إلى بريطانيا للعمل بحكم أن هذا البلد الأوروبي الأخير لا يفرض شروطا حول الحجاب عكس فرنسا التي تملي شروطا كثيرة خاصة في القطاع العمومي.
وفي مقال مطول بداية الأسبوع بعنوان “المسلمات المحجبات اللواتي يغادرن فرنسا لإيجاد عمل في بريطانيا”، استعرضت الجريدة الرقمية حالة الكثير من المحجبات الفرنسيات ومن هن شابة اسمها ليدي محجبة اضطرت منذ أسابيع إلى الهجرة من فرنسا التي ولدت وترعرعت فيها للعمل كمساعدة مدرسة للغة الفرنسية في ضواحي لندن.
وتبرز كيف أن قرار الهجرة يعود إلى عدم تخليها عن الحجاب، ووجدت صعوبة في العثور على العمل في فرنسا لكنها لم تجد أي صعوبة في بريطانيا. وحالة ليديا هي واحدة من الكثير من حالات الفرنسيات المحجبات.
وهذا النوع من الهجرة فريد منه نوعه، إذ يتعلق بهجرة بسبب الرموز والحرية الدينية داخل الغرب، من بلد أوروبي وغربي يتزعم العالم الفرنكوفوني الى بلد أوروبي وغربي يتزعم الأنجلوسكسوني ولكنه مختلف في التعاطي مع الرموز الدينية. وتقول عالمة الاجتماع الدكتورة حنان كريمي من جامعة ستراسبورغ “ليس لدينا معطيات حول نسبة المحجبات الفرنسيات اللواتي غادرن إلى بريطانيا لكن عددهن كبير وفي ارتفاع”.
وهناك تقارير تتحدث على أن المحجبات اللواتي تغادرن نحو بريطانيا أو الولايات المتحدة وحتى كندا هن من المتعلمات اللواتي لديهن مستوى من التكوين والخبرة، وبالتالي فالأمر يتعلق بنوع جديد من “هجرة الأدمغة” بسبب العامل الديني.
وإذا كان القانون الفرنسي الخاص باللائكية سنة 1905 قد منع الرموز الدينية في العمل العمومي، فهو لم يحدد أي قوانين خاصة بالعمل في القطاع الخصوصي، ورغم ذلك، تعمد الشركات إلى فصل الفرنسيات المحجبات، حيث تجدن العمل فقط في بعض المتاجر. في المقابل، لا تفرض بريطانيا أي شروط من أجل التحاق المحجبات بالعمل في القطاع العام والخاص.
ومن ضمن أهم الأمثلة، هو وجود نساء شرطيات في سلك الشرطة البريطانية، وهو أمر لا يمكن تصوره في فرنسا. وسيجد الزائر إلى بريطانيا نساء محجبات يعملن في سلك الشرطة أو في المطارات وقطاعات عمومية أخرى، بل وسيجد أصحاب الحجاب من ديانة السيخ كذلك.
ويبرز الكثير بأن بريطانيا ليس مثالية ولكن “تبقى أحسن بكثير للمرأة المحجبة الحاضرة بقوة في الفضاء العمومي ومنها وسائل الإعلام البريطانية، وهو ما يغيب في فرنسا “ومن ضمن الأمثلة، تتحدث عن مختصة في إعداد الحلويات البريطانية نادية حسين التي تم اقتراحها لكي تعد حلوى عيد ميلاد الملكة إليزابيث الثانية عندما بلغت 90 سنة، وتؤكد جريدة سلات أن “هذا لا يمكن تخليه في فرنسا”.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم انصر حبيبك محمد صلى الله عليه و سلم.