المحميون بين الأمس واليوم

18 أبريل 2025 21:13
د. عوام ردا على الرميد: هل يقبل المغاربة من بينهم من يجعل بيته وكرا للدعارة والفساد بحجة الفضاء الخاص؟!

هوية بريس – د.محمد عوام

ما أشبه الأمس باليوم، وقد صدق من قال: إن التاريخ يعيد نفسه. يحدثنا التاريخ المغربي عن طائفة من المحميين، الذين رهنوا أنفسهم بالأجانب، وطلبوا من قنصلياتهم أن توفر لهم الحماية، حتى أصبحوا خارج سلطة الدولة، وعلى رأس هؤلاء الطائفة اليهودية، التي كانت مخلصة في خدمة الاحتلال، فمهدت له الطريق، وكانت عونا له في بسط نفوذه وهيمنته على المغرب.

وكانت هذه الطائفة متمردة على الدولة، إلى حد أن أخرجوا المخزن من الملاليح، بتزوير بعض الامتيازات التي منحهم السلطان عبد الرحمن رحمه الله، ثم ازداد أمرهم سوء حتى طفقوا يعتدون على الناس في الأسواق، فما كان من السلطان الحسن الأول إلا أن اشتكى من فعالهم، فأصدر مرسوما لقواده وعماله ليلزموهم حدودهم. (انظر رسالته في مجلة الوثائق العدد الرابع). فكانوا يستقوون على الدولة بالأجنبي.

ولهذا يستغرب الباحثون أن وثيقة الاستقلال لا يوجد بها توقيع واحد ليهودي، من جالية بوريطة كما يحلو أن يسميهم، وقد حرصت الحركة الوطنية أن يوقع بعضهم، فكان الرفض منهم، وهذا ما تذكره المصادر المغربية. أضف إلى ذلك، أننا لم نقرأ أو نسمع عن حركة مقااومة يهودية ضد الاحتلال الفرنسي أو الإسباني، بل وجدنا العكس تماما.

واليوم يعيد التاريخ نفسه، بأسلوب آخر، أن هناك طائفة من المحميين الجدد، الذين باعوا أنفسهم للصهااينة، فأصبحوا من خدامهم وعشاقهم، والساهرين على خدمتهم وتنفيذ مخططاتهم في المغرب، فتراهم يسارعون لزيارتهم والتقاط الصور معهم، بل الأدهى والأمر أن هؤلاء يصرحون بدعمهم لإسرائيل والتنديد بالمقاومة، حتى رفعوا شعار خبيثا (كلنا إسرائيليون)، واستمروا في وقاحتهم وخستهم أن نعتوا أشرف الخلق وسيد الرسل صلى الله عليه وسلم بأنه صهيوني، ثم زادوا على ذلك أن وقعوا في نسب الأسرة الملكية، فنسبوها إلى اليهودية زورا وبهتانا.

ولم يكتف المحميون المتصهينون الجدد بكل ذلك، بل أنشأوا إعلاما يدعم الصهيووونية، ويروج لأطروحاتها الخبيثة، وما راديو أبراهام إلا وجه آخر للدعاية الصهيونية عبر بوابة الإبراهيمية، الدين الجديد الذي يبشر به أذناب الصهيو أمريكي.

وصفوة القول أننا اليوم أمام تيار متصهين محمي من الصهيوونية وداعموها من النظام الغربي، مما يهدد استقرار البلد، ويبعث التخوف على مصيره ومستقبله وأمنه، لأنه متى كان الناس يأمنون الأفعى على أنفسهم، ولو أبدت لهم التساكن، فهي تحمل السم ومن طبيعتها اللدغ.

وهل ستدرك الدولة المغربية المخاطر التي تحدق بها، وتهدد بنيتها الاجتماعي واستقراره، وبخاصة أن الصهااينة لهم أطماع خبيثة بإنشاء دولة على أرض المغرب أم أن قومنا سيظلون في سباتهم غارقين، لاهثين وراء الكلام المعسول والسراب الصهيووني فيحسبونه ماء، حتى إذا ما اقتربوا منه لم يجدوه شيئا؟!!!

وعندها لا ينفع الندم، لأن الصيف ضيع اللبن، ولن يجنوا من شوك الصهااينة العنب.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
14°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة