المدرسة والملعب سؤال الأولوية

31 يوليو 2025 14:28

المدرسة والملعب سؤال الأولوية

هوية بريس – زوهير النبيه

بشكل بسيط ومباشر نقول إن المدرسة مكان للتعليم والتعلم والملعب كما يوحي بذلك اسمه مكان للعب والترفيه. وبما أن وظيفة المدرسة الأساسية هي التنشئة الاجتماعية، فإننا نرى أن الأدوار التي تقوم بها، أو الأدوار التي يجب أن تقوم بها سابقة على اللعب والترفيه. ولن ننقاش دور الرياضة في حياة الأفراد، لأننا على يقين تام بأهميتها، ونحمل قناعة راسخة بوظائفها المهمة. ولكن نحاول أن نسائل الواقع الذي نعيشه اليوم من منظور المهم والمستعجل في آن واحد، والذي نلاحظ أنه يطغى عليه الملعب وتغيب عنه المدرسة.

ككل المغاربة، نشاهد القنوات التلفزية المغربية، ونشاهد الأخبار على الخصوص والنشرة الجوية وحالة البحر. ولأننا لدينا شبه يقين أن مؤسسة الإعلام تسهم هي الأخرى إلى جانب مؤسسات أخرى في التنشئة الاجتماعية يحق لنا أن نسأل عن الزمن المخصص للمدرسة وللملعب على الخصوص في الزمن المخصص للأخبار، وفي زمن البث عموما مع العلم أن لدينا قناتين خاصتين بالرياضة. وهذا لما لاحظناه من اهتمام كبير بالكرة في قنواتنا المغربية غير الرياضية.

الملاحظة الأولى التي نبدأ بها هي الاهتمام الكبير جدا باللعب (كرة القدم) في نشرات الأخبار بكل ألوانها، والكم الهائل من التحاليل والخبراء من شتى المشارب والتخصصات. والسؤال الذي نطرحه مقابل هذه الملاحظة هو: ماذا لو بدلنا الملعب بالمدرسة في نشرات الأخبار، وبدأنا يوميا ولو أيام الدخول المدرسي وأيام الامتحانات مثلا بتأثيث أستوديوهات التلفزة برجال التعليم وخبراء التربية للحديث عن المدرسة والتعليم، والمشاكل والحلول الممكنة للخروج من حالة الأزمة المزمنة التي يعيشها قطاع التعليم، والتي تبرزها المؤشرات الوطنية(البرنامج الوطني لتقييم المكتسبات PNEA) والدولية (البرنامج الدولي لتتبع مكتسبات التلاميذPISA ) على حد سواء منذ زمن ليس باليسير.

والملاحظة الثانية هي أن الكرة أضحت تتخلل الحياة اليومية للأفراد والجماعات وتملأ عقول الأطفال والشباب، والسؤال الذي نطرحه مقابلها هو: لماذا لا يتم إنشاء ملاعب في المدارس؟ ففي المدرسة تبدأ أبجديات التعامل مع الوقت، على الأقل يبدأ ترسيخ ثقافة استعمال الزمن من جهة واستعمال المجال من جهة ثانية –زمن ومجال التعليم واللعب-. فتصبح مؤسسة المدرسة محتضنة لوسيلة جذب منقطعة النظير، ويصير الملعب يحظى بالاهتمام المتناسب مع أهميته. وبالتالي يخلق لثنائية المدرسة والملعب معنى واضح يعرف التلاميذ حدوده، ويتلافون التداخل المقيت والمضلل لجوانب الأهمية والاستعجال.

والملاحظة الثالثة التي نختم بها هي أن الملعب –كرة القدم- أصبح اليوم “سائلا” يتفوق على المدرسة من حيث جذب اهتمام الناشئة ويجتاح المكان، فالأطفال يلعبون الكرة في الشارع العام والأزقة، ويجتاح الزمان كذلك، فاللعب لا يتوقف لا في الليل ولا في النهار. ولا نطرح هنا أسئلة بقدر ما ندعو إلى إيجاد طرائق لدفع الناشئة إلى محبة المدرسة والمعلم كما يحبون الملعب واللاعب.

 

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة