المدرس في زمن الفكاهة.. حسن الفد ووزارة التربية الوطنية
هوية بريس – عبد الله المصمودي
تحت عنوان “المدرس في زمن الفكاهة” وتعليقا على تنشيط الفكاهي حسن الفد في تظاهرة لوزارة التربية الوطنية، كتب الدكتور خالد الصمدي “حاولت أن أبحث عن مبرر لافتتاح وزارة بنموسى للمنتدى الوطني للمدرس المقرر عقده بالرباط في الأسبوع القادم بحضور 3000 مدرس ومدرسة، وبعد كلمات الافتتاح الرسمي، بفقرة لفنان غادر مهنة التدريس منذ مدة لأسباب خاصة، فحقق أرباحا مادية وشهرة لم يجدها ولن يجدها أبدا في مهنته السابقة واختار لنفسه مسار الفكاهة”.
وأضاف الخبير التربوي في منشور له على فيسبوك “فلم أجد أي مبرر ولا مناسبة لهذا الاختيار، ليبقى السؤال مطروحا حول طبيعة الرسائل التي تود الوزارة تمريرها إلى المدرسين ومن خلالها إلى الرأي العام وخاصة التلميذات والتلاميذ عن وضعية المدرس ووظيفته، وسياق وظروف انعقاد هذا المنتدى المتسمة بالكوارث الطبيعية والتوترات الاجتماعية”.
وتابع الصمدي “الطبيعي أن تكون المحاضرة الافتتاحية لملتقى علمي وتربوي من هذا النوع لشخصية علمية أكاديمية وطنية أو دولية، تحمل رؤية واضحة لممارسة المهنة في مدرسة المستقبل التي تنتظرها تحديات وتحولات كبيرة وغير مسبوقة، لتكون إطارا ناظما للنقاش العام في الموضوع تقييما واستشرافا، سواء خلال المنتدى أو بعده”.
يذكر أن البعض تساءل أيضا: هل بالفعل تم رصد مبلغ 20 مليون سنتيم للفكاهي حسن الفد مقابل عرضه الذي ربما لن يتجاوز 20 دقيقة (أي مليون سنتيم مقابل كل دقيقة)؟
أنا لست ضد حسن الفد في أن ينشط عرض الافتتاح، لأنه يملك من المؤهلات ما لا تتوفر للكثير من الأكاديميين والدكاترة، من جهة لأنه ليس غريبا عن المدرسة العمومية تلميذات وطالبات ومدرسا، ومن جهة أخرى لأنه يتقن فن التواصل المواكب لفن العيش المشترك في المجتمع المحلي والعالمي، لكن ما يعاب عن هذا الاختيار ابتعاد المختار عن مهنة التدريس كمؤشر عن تدني قيمة المدرس.
كم من حالات لأشخاص عملوا في القسم وغادروه لسبب من الأسباب، منهم الصانع ومنهم المقاول ومنهم من استقر بالخارج، فهل من المنطقي ان يستدعون للمساهمة في فعاليات المنتدى كما كان الحال مع الفد ؟ قضايا التربية والتعليم الشائكة والمتابعة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا علاوة على ماهو تربوي تعليمي،تستعصي على أصحاب الشأن (الجادين) فكيف يستدعى إلى المساهمة من غادر أيام كانت المعرفة حبيسة الحجرات ؟ إنه رجم بالغيب ليس إلا