المساواة في “الأعمال المنزلية”.. الكنبوري: الإيديولوجيا النسوية تعاني من خلل كبير

12 مايو 2025 21:21

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “ظهر في الفترات الأخيرة تيار نسائي في المغرب يطالب بالمساواة في الأعمال المنزلية بين الرجل والمرأة، وفي فاتح ماي الأخير نظمت جمعيتان نسائيتان مسيرة للمطالبة بهذه المساواة في أول مبادرة من نوعها”، مردفا “والأعمال المنزلية تتضمن غسل المواعين وتجفيف أرضية البيت وكنس الغبار وتنظيف الأفرشة والتصبين والنشر والعناية بالمرحاض وطي الفراش وإعداد المائدة وتصفيف الأواني بعد غسلها بالترتيب وفتح الباب للجيران ووضع أنواع العطرية في المطبخ داخل أوعية خاصة والحذر من اختلاط الملح بالسكر الدقيق، لأن أي خطوة خاطئة قد تحول الغذاء إلى حلوى والشاي إلى بحر أجاج”.

وأضاف الباحث والكاتب في منشور له على فيسبوك “ومن عجائب هذه المطالبة بالمساواة أنها تأتي من جمعيات تطالب بتغيير المدونة جذريا والضغط على الأزواج، وهو ما يجعل الرجل يشعر بأن الأمر يتجاوز المدونة إلى الإذلال، فإذا كان الرجل لا يقوم بالعمل المنزلي في المدونة الحالية ولا التي قبلها كيف يمكن أن يقبل به في الوقت الذي يشعر فيه بأن المدونة الجديدة تقلص أدواره في الأسرة”.

وتابع الكنبوري “وهذا يعني أن الايديولوجيا النسوية تعاني من خلل كبير، ففي الوقت الذي تريد فيه هدم أسس المودة والمحبة داخل الأسرة وتجعل القانون وحده هو الفاصل تريد من الأزواج أن يشاركوا في أعمال هي أصلا تستند إلى المودة والرحمة والمحبة، تلك القيم التي تريد المطالب النسائية القضاء عليها”.

كما أكد أن هناك أزواجا كثيرين “يشاركون في العمل المنزلي، وأنا واحد منهم، وطيلة شهر رمضان كنت أنا من ينظف المطبخ والمواعين كل ليلة، ولكنني لا يمكن أن أُؤدي نفس العمل عندما تتحول زوجتي إلى رجل آخر في البيت”.

إنما القضية الأكبر، حسب الكنبوري “هي علاقة هذه المطالب في المساواة في الأعمال المنزلية بالفكر النسائي، الأمر الذي يدل على أن هذا الفكر يعاني من سوء الترتيب. ذلك أن عودة الجدل حول المساواة في الأمور المنزلية وتثمين عمل المرأة في البيت يعني أن الايديولوجيا النسوية أصبحت تمنح هذه الأعمال أهمية كبرى وتعتبرها ذات قيمة يجب أن تنال تعويضا عنها، إنما القضية هي أن الفكر النسوي ينطلق من أن المرأة في الإسلام لم تلعب أي دور وظلت حبيسة البيت ولم تكن تخرج خارجه، واليوم أصبح البيت الداخلي مهما وأصبح دور المرأة في البيت ذا قيمة”.

فإذا صح هذا، يضيف الكنبوري “فإن المرأة المسلمة لعبت الدور الأكبر والرئيسي من خلال البيت، ليس فقط في غسل الماعون بل في تربية الأجيال، ومهما يكن تعويض المرأة عن العمل المنزلي قابلا للتقدير المادي فإن تعويضها عن العمل التربوي غير قابل للتثمين، والله وحده من يكافؤها، لكن إذا أرادت أن يكافئها الله فشرطها أن تبقى معه”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
11°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
19°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة