المسن في المجتمع الإسلامي
هوية بريس-منشورات وزارة الأوقاف
تتميز أوضاع الأشخاص المسنين في المجتمع الإسلامي بخصوصيات لها علاقة وطيدة بالواقع الذي يطبع حياة المجتمع ويحدد العلاقات الإنسانية العامة بين أفراده، وذلك في ضوء الشريعة الإسلامية الخالدة، التي نصت في مجال الرعاية الاجتماعية لفئة الأشخاص المسنين على ما يضمن لهم حياة الكرامة والأمن والاطمئنان.
كما أن للأسرة أهمية كبرى في رعاية الأشخاص المسنين
تنقسم هذه الرعاية إلى شطرين اثنين هما :
• رعاية عائلية ورعاية اجتماعية، وهذه الرعاية تعتبر في حد ذاتها كفالة منبثقة عن نظام التكافل الاجتماعي في الإسلام وقد جاءت عدة شروح وتفاسير لهذه المسألة في كتب ومؤلفات، استمدت مادتها الأساسية من الكتاب والسنة، ويمكن الإشارة إلى بعض الآيات التي جاءت بهذا الخصوص، فالكفالة والرعاية العائلية، تتجسد فيما أوجبه الله من النفقة، والمعاملة بالحسنى لفائدة الآباء والأمهات بحجة القرآن الكريم في سورة العنكبوت ”ووصينا الإنسان بوالديه حسنا”
“وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا”
• وهناك الشطر الثاني، ويتعلق بكفالة ورعاية المسنين اجتماعيا، بحيث نصت الشريعة الإسلامية على ضمان الرعاية الاجتماعية للمسنين في إطار نظام الزكاة، وبفضل التضامن العائلي والاجتماعي، لم تكن إشكالية الشيخوخة بالخطورة والأزمة التي توجد عليها في بعض المجتمعات المادية بما فيها المتقدمة صناعيا وتكنولوجيا، وبفضل المرونة التي يتميز بها السلوك العائلي والاجتماعي في المجتمع الإسلامي،
بالإضافة إلى الأشخاص المسنون والعمل الاجتماعي :
للعمل الاجتماعي أهمية كبيرة بالنسبة لقضايا الأشخاص المسنين، لذلك فكلما تعددت مرافق ومؤسسات العمل الاجتماعي لفائدة هذه الفئة، كلما وقع التخفيف من حدة مشاكل الشيخوخة، وسهل القيام بالواجب نحوها. غير أن توسيع نطاق هذا العمل، يقتضي مساهمة الجميع ماضيه، ويتأمل من خلال هذا الماضي مواقفه الخاصة والعامة.