المشروبات الغازية تقود إلى تآكل الأسنان
هوية بريس – وكالات
كشفت دراسة بريطانية حديثة أن المشروبات الحمضية المحلاة بالسكر، وعلى رأسها المشروبات الغازية، قد تكون سببا رئيسيا لتآكل الأسنان، خاصة لدى من يعانون من السمنة.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة “كينجز كوليدج لندن” البريطانية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Clinical Oral Investigation) العلمية.
وأوضح الباحثون أن فقدان واهتراء الأسنان يأتي في المرتبة الثالثة بين حالات الأسنان بعد التسوس وأمراض اللثة، ويعتبر استهلاك الطعام والشراب الحمضي هو السبب الرئيسي لذلك.
ولكشف العلاقة بين المشروبات الغازية وتآكل الأسنان، قام الفريق بتحليل عينة تمثيلية من المشاركين في المسح الوطني للصحة والتغذية في الولايات المتحدة بلغت 3541 مريضا.
وراقب الفريق مؤشر كتلة الجسم ومستوى تآكل الأسنان، كما تم تسجيل مقدار المشروبات الحمضية المحلاة بالسكر التي تناولها المشاركون.
ووجد الباحثون أن استهلاك المشروبات الغازية السكرية كان السبب الرئيسي لتآكل مينا الأسنان، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة.
وقال ساويرس أوتول، قائد فريق البحث، إن “الطبيعة الحمضية لبعض المشروبات مثل المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة الحمضية تؤدي إلى تآكل الأسنان”.
وأضاف: “هذه رسالة مهمة للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة، والذين يستهلكون السعرات الحرارية من خلال المشروبات الحمضية المحلاة بالسكر، مفادها أن هذه المشروبات قد تسبب أضرارا لجسمهم وأسنانهم”.
وحسب الدراسة، فإن أبحاث سابقة كشفت أن فقدان واهتراء الأسنان يؤثر على ما يصل إلى 30 بالمئة من البالغين في أوروبا، ويأتي نتيجة تآكل الأسنان قبل الأوان بسبب تليين مينا الأسنان نتيجة الأحماض الغذائية.
ويحدث اهتراء الأسنان عندما تنهار الطبقة الخارجية للأسنان (المينا) ببطء، وقد يؤدي ذلك إلى تغيرات في شكل الأسنان، وتصبح حساسة لتناول الأطعمة أو شرب المشروبات الباردة.
وفي أسوأ الحالات، يمكن أن يتآكل هيكل السن تدريجيا، ويقلل التآكل الشديد في الأسنان من جودة الحياة، ويمكن أن يقود إلى إجراءات معقدة تتكلف ما يصل إلى 30 ألف جنيه إسترليني لكل مريض في أوروبا.
كانت دراسات سابقة كشفت أن الأشخاص الذين يتناولون المزيد من الأطعمة والمشروبات المحلاة بالسكر يعانون من السمنة ولديهم مخاطر أكبر للإصابة بسرطان القولون وأمراض الكلى المزمنة.
وأظهرت الدراسات أن شرب المشروبات الغازية المحلاة بالسكر بانتظام يمكن أن يؤدي إلى إصابة الخلايا المناعية بالشيخوخة المبكرة، وترك الجسم عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، بطريقة مشابهة لآثار التدخين.
ووجد الباحثون، أن الأشخاص الذين يشربون المشروبات السكرية والغازية بشكل منتظم أكثر عرضة لضعف الذاكرة، وصغر حجم الدماغ، خاصة في منطقة الحصين المسؤولة عن التعلم والذاكرة، وفقا للأناضول.