المعلم المؤثر حقيقة هو ذاك الجندي المجهول..
هوية بريس – لطيفة أسير
المعلم المؤثر حقيقة هو ذاك الجندي المجهول القابع بين جدران فصله لسنوات يقوم بمهامه التربوية والتعليمية بجد وحماس بعيدا عن التنطع والتشدق والانسياق خلف الهرطقات البيداغوجية الحديثة.. الرافض لكل خنوع وخضوع. المستحضر دوما رقابة الخالق قبل رقابة المخلوق.. ذاك الذي لا تسلط عليه الأضواء.. ولا تخصص له المنح.. ولا تأبه الجهات المسؤولية بنضاله وجهاده.. ذاك الذي يتعالى عن كل تجاهل ممن يفترض فيهم تقييمه وتثمين عطاءاته.. ذاك الذي ولج المهنة عن حب وتحمل المسؤولية عن قناعة وكانت أمامه أبواب مشرعة لكنه فضل رسالة التربية والتعليم.. ذاك الذي حين يتقاعد ينسى كأن لم يكن.. يلج الميدان في صمت وينصرف في صمت دون ضجيج سوى ما تركه من آثار طيبة في عقول وقلوب تشربت آدابه ومعارفه..
هذا المعلم هو الذي يستهدف منذ سنوات لكسر كل القوى المقاومة لمنهجية تدمير ما تبقى من آمال الإصلاح التربوي.. هذا الذي غاب وسيغيب عن كل المهرجانات الفلكلورية التي تسعى لتسطيح العملية التربوية والإمعان في إفراغها من قيمها الدينية والتربية .. هذا الذي لن يعتبر رائدا لأنه بكل بساطة يعلم أن الريادة صنو الإرادة الجادة والنية الصادقة لا يمكن أن يتبوأها من ضل طريق الإصلاح وصار يخبط خبط عشواء.. فيستقي حلا من هنا وحلا من هناك بعيدا عن خصوصيات وطن يجاهد للحفاظ على هويته..
المؤسسات التعليمية للأسف اليوم بهذا التقسيم (كل مجموعة مدرسية تدرس بمنهج مغاير .. الرائدة في واد وغير الرائدة في واد آخر.. إعداديات بدأت تدريس الإنجليزية منذ السنة الأولى وأخرى بدأت مع السنة الثانية فقط…!!!!!) عشوائية وارتجالية تزيد طين التعليم بلة.. و ما يحز في النفس أن نستغل بسذاجة كأدوات للهدم ونحن الذين ولجنا القطاع للإصلاح وركبنا القطار السريع حتى لا يفوتنا ركب الصالحين الذين تحملوا رسالة الأنبياء في البناء والدعوة.
المدرسة العمومية اليوم قد لا تحتاج لمصاريف وتكاليف كبيرة بقدر ما تفتقر لقلوب صادقة وعقول منصفة تغار على دينها وهويتها الإسلامية والوطنية .. فكل إصلاح شذ عن الأصل فهو سبيل للضلال والضياع!!!
والله المستعان.