المغرب المسلم ضد التيار المتصهين

15 يوليو 2024 20:29

هوية بريس – د.محمد عوام

في خمسينيات القرن الماضي كتب الدكتور إدريس الكتاني رحمه الله كتابا بعنوان (المغرب المسلم ضد اللادينية) يفضح فيه التيار اللاديني الذي أصبح يتغلغل في حزب الشورى والاستقلال، فاتخذ مواقف شنيعة من الشريعة الإسلامية، وهذا التيار ما لبث -عن طريق أمهم الخبيثة فرنسا- ينتشر ويهيمن على مراكز القرار، وما زال إلى يومنا هذا تحت الرعاية السامية لفرنسا يسيطر وينفذ الأوامر.

واليوم أرى رؤوسا قد انكشفت، فحان فضحها، وكشف الستر عن وجوهها الكالحة، تتمثل في التيار المتصهين، الذي منذ مدة وهو يعمل جاهدا ليتسلل إلى مفاصيل الدولة المغربية، يقوده الموساااد والشبااااك وغيرهما، حتى رفع أصحابه بوقاحة مخزية، شعار “كلنا إسرائيليون”، كما يتخذ أشكالا وتعابير ومواقف، آخرها ذلك الموقف البئيس والأرعن الذي صدر عن عميد كلية العلوم بنمسيك، الذي أفجعته طالبة ترتدي كوفية فلسطينية، تضامنا مع فلسطين الجريحة.

هؤلاء الخونة الذين يعيشون بيننا، ويوالون أعداءنا، آن الأوان لفضحهم والتصدي لهم، لأنهم هم يد الشر المطلق، آلة الصهيووونية، بها يحقق مآربه ومقاصده الاستعمارية، للقضاء على الدولة المغربية. فواجب الوقت اليوم والمؤكد، هو كشف حقيقة المتصهينين، ولا ينبغي السكوت عنهم.

والغريب أن الدولة المغرب تلتزم السكوت المطبق، كأنها أسري بها في معراج الغفلة أو شيئا آخر. وهنا سؤال لا بد منه، إذا كانت الدولة تبذل جهودا مضنية، تكلفها أموالا طائلة، ويقظة مستمرة للقضاء على الإرهاب، وهي في ذلك مشكورة، أليس من العقل والحكمة للمحافظة على بنائها أن تتصدى بحزم للمتصهينين، لأنهم أشد خطرا عليها، وعلى وحدتها الترابية والمذهبية، وعلى أجيالها الصاعدة.

ذلك أن الصهينة إذا فشت، فلن تقف عند حد محدود، وإنما سيركعون الدولة، ولا قدر الله سيقضون عليها، عن طريق عملائهم ووكلائهم المأجورين، لا سيما إذا رجعنا إلى التاريخ لنسأله، فسوف يجيبنا أن حفدة بني قريظة، وبني قينقاع لهم أطماع خبيثة في المغرب، وقد اشتكى من لأجل ذلك سلاطين الدولة العلوية وعلى رأسهم مولاي الحسن الأول رحمه الله، ووصفهم بالطغيان وغير ذلك. فلماذا هذا السكوت غير المفهوم؟ وهو سكوت مخيف على مستقبل بلدنا.

ولهذا فالتيار المتصهين ليس تيارا فكريا، وإنما هو تيار سياسي يتخذ أشكالا ثقافية وفلكلورية وغيرها، ليندس في الدولة ويتحكم فيها كما يشاء، وبما شاء. فهل هناك يقظة جلية وحكمة عالية لإدراك عاقبة مآلات الصهينة أم أن خوار عجل السامري أنسى قومنا قرنيه الحادتين؟

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M