المغرب وطوفان التغريب
هوية بريس – د.محمد عوام
أين نحن اليوم من هذه المسيرة الوطنية للدفاع عن الهوية الإسلامية للشعب المغربي أمام طوفان التغريب والمسخ الذي يريد أن يدخل إلى علاقاتنا الأسرية؟ فالتيار التغريبي منذ فجر الاستقلال وهو يقود المغرب إلى الهاوية خدمة لأسياده.
فنحن اليوم في مفترق الطرق، إما ان يتحد الغيورون على دينهم ووطنهم وأمتهم، علماء، ومفكرون، ودعاة ومناضلون من أجل مواجهة التغريب واللادينية، وإما أن طوفان التغريب والصهينة ودعاة الإباحية سيطحن الجميع، ويقضي على الحرث والنسل.
فالقضية ليست قضية اجتهادات شرعية أو اختيارات فقهية، وإنما القضية أعمق من ذلك، وأبعد من ذلك، إنها قضية الإسلام وأحكامه وثوابته وقطعياته، إنها قضية هوية الشعب المغربي وانتمائه الحضاري لأمته، هذه هي القضية، وهي جوهر الصراع بيننا وبين الغرب والمتغربين من أذنابه وأذياله، وهو صراع وجود، لم يتوقف يوما واحدا الغرب من خوض معركتها والتفنن في ابتكار أساليبها، ولم يستنكف عن مهيعها واختراع كل الطرق المفضية إلى تحقيق مآربه منها، من الإعلام، والفن السينمائي والمسرحي والثقافي والعلمي والفكري…إلخ
لكن في المقابل أين جمهور علمائنا ومفكرينا من إدراك الخطر الداهم، جلهم في ثكناتهم العلمية، يرقبون التوجيهات والتعليمات، وبعضهم أصيب بالبرودة التامة، وبعضهم انغمس في خويصة نفسه لا يهمه ما يجري في البلاد وينتظر العباد، وبعضهم صار معول هدم يؤول النصوص، فيخرج معناها مزورا غير مطابق لأصلها، تأويلا فاسدا، واستنباطا ضالا، وهو نوع من التضليل والعلمنة للشريعة.
فالمغرب اليوم أحاطت به كل المآسي، وطوقته كل المفاسد، بسبب تغول الفساد والاستبداد، من دعاة الشذوذ الجنسي والاحتفاء بهم، كما حصل في أكادير ومراكش، ودعاة الإباحية والزنا باسم العلاقات الرضائية، ونشاط التيار المتصهين وتسلله عبر التطبيع المشؤوم إلى كل دواليب ومؤسسات الدولة، وطائفة الفساد المالي والإداري الذين يمتصون مال الشعب عبر الصفقات الفاسدة والمشبوهة ضدا على القانون ولو كان ذلك من باب تضارب المصالح، لا يهم ذلك،… واختيار الساقطين والساقطات أخلاقيا واجتماعيا ليكونوا في مؤسسات حيوية واستراتيجية كالتعليم.
وهذه الأوضاع المتردية لا تنصلح إلا بتحرك الغيورين من العلماء الربانيين، والخبراء المتميزين الصادقين، والدعاة المخلصين، والسياسيين الألباء الغيورين على وطنهم، فلا بد من إنقاذ الوطن من التغريب والتخلف والجهل والفساد.
أما التفرج والتسويف فيقود إلى الهلاك العام، قال تعالى: “واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة“.