أكد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والملك محمد السادس “التزامهم بالدفاع المشترك عن أمن بلدانهم واستقرارها، ورفض أية محاولة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ونشر نزعة الانفصال والتفرقة لإعادة رسم خريطة الدول أو تقسيمها، بما يهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي”.
جاء هذا في البيان الختامي المشترك الصادر عن قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المغربية التي عقدت لأول مرة في الرياض مساء الأربعاء، ونشرت نصه وكالة الأنباء المغربية.
وجدد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، موقفهم المبدئي من أن “قضية الصحراء المغربية هي أيضا قضية دول مجلس التعاون”، مؤكدين موقفهم الداعم “لمغربية الصحراء، ومساندتهم لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، كأساس لأي حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل”.
وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة ليتحول النزاع بين المغرب و”البوليساريو” إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، بينما تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة.
كما أعرب قادة دول الخليج عن رفضهم لأي مس بالمصالح العليا للمغرب إزاء المؤشرات الخطيرة التي شهدها الملف في الأسابيع الأخيرة.
وأكدت القمة أن “دول مجلس التعاون والمملكة المغربية تشكل تكتلاً استراتيجياً موحداً، حيث أن ما يمس أمن إحداها يمس أمن الدول الأخرى”.
وفي ظل ما تشهده المنطقة العربية من تطورات وتهديدات أمنية وسياسية خطيرة، زاد من حدتها تعثر إيجاد الحلول لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، وتسوية الأزمات التي تعاني منها سوريا والعراق وليبيا واليمن، شددت القمة على “أهمية تضافر الجهود لمواجهة هذه التحديات بكل حزم ومسؤولية”.
كما جدد القادة إدانتهم للتطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله، وأكدوا على عدم ربط هذه الآفة الخطيرة بحضارة أو دين والوقوف في موجه محاولات نشر الطائفية والمذهبية التي تشعل الفتنة وترمي إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
ودعوا إلى تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الإرهاب واجتثاثه والقضاء على مسبباته، مشددين على أهمية التحالف الإسلامي العسكري الذي أطلقته الرياض، يوم 14 ديسمبر الماضي، ويضم 34 دولة لمحاربة الإرهاب، لدعم هذه الجهود.
كذلك، أكد قادة الخليج والمغرب “أهمية استمرار التشاور والتنسيق من أجل دعم ركائز الشراكة القائمة بين دول مجلس التعاون والمملكة المغربية، تحقيقاً لتطلعات شعوبهم وخدمة لمصالح الأمتين العربية والإسلامية ولتحقيق السلم والأمن الدوليين”.
وجاءت القمة الخليجية المغربية عشية أخرى بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة الخليج بالعاصمة السعودية الرياض، وفقا للأناضول.