المغرب يجرب تقنية غير مسبوقة بحثا عن الماء.. إليك التفاصيل

هوية بريس – متابعات
في خطوة رائدة لمواجهة تحديات ندرة المياه، وقع معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN) اتفاقية شراكة مع سفارة جمهورية التشيك بالرباط، تهدف إلى تجريب تكنولوجيا لاستخلاص الماء من رطوبة الهواء فوق التراب المغربي.
وتنص الاتفاقية على تسليم وتركيب جهازين ميدانيين تم تصميمهما من طرف شركة Czechoslovak Export التابعة لمجموعة CSG الصناعية، وهي مجموعة أوروبية معروفة بخبرتها في تطوير وتوطين الحلول الصناعية المتقدمة.
💧 كيف تعمل تكنولوجيا استخلاص الماء من الهواء؟
بحسب المدير العام لـIRESEN، سمير الراشدي، فإن هذه التقنية تقوم على مبدأ علمي بسيط لكنه فعّال. إذ يحتوي الهواء على نسبة من الرطوبة، ويمكن استخلاص الماء منها باستخدام نفس آلية عمل المكيفات الهوائية، من خلال تبريد الهواء وتكثيف بخاره ليتم تحويله إلى ماء سائل.
وأضاف الراشدي، في تصريح إعلامي، أن هذه التكنولوجيا التشيكية معتمدة منذ أكثر من عشر سنوات في عدة دول، وتستخدمها شركات ناشئة ومختبرات بحثية، خصوصاً في المناطق التي تعاني من نقص حاد في المياه.
🌍 لماذا اختير المغرب لتجريب هذه التقنية؟
أوضح الراشدي أن المناخ المغربي يُعد مثالياً لتجريب هذه التكنولوجيا، خصوصاً في المناطق الساحلية والجبلية التي تتميز بنسبة رطوبة مرتفعة. وخلال فترة التجريب، سيتم قياس كمية المياه المنتجة ومردودية الأجهزة في مناطق مختلفة، بما في ذلك المناطق الجافة التي تشكل تحدياً إضافياً.
وأشار إلى أن هذه الأجهزة تعمل بطاقة كهربائية قابلة للتوليد من مصادر متجددة ومحايدة للكربون، كالشمس والرياح. كما يمكن استخدامها بشكل مستقل عن الشبكة الوطنية، مما يجعلها ملائمة للمناطق النائية.
📊 شروط الرطوبة المثالية ومدة التجريب
تُظهر الدراسات أن المناطق التي تبلغ فيها نسبة الرطوبة ما بين 15 و20% يمكن أن تحقق نتائج أولية مقبولة، في حين ترتفع فعالية النظام في المناطق التي تتجاوز فيها الرطوبة 30 إلى 40%.
ومن المرتقب أن تستمر المرحلة التجريبية لمدة سنة إلى سنة ونصف، حيث سيتم خلالها تحليل أداء الأجهزة التي توفرها الشركات التشيكية الشريكة في المشروع.
🌱 حل تكميلي لأزمة الجفاف
وشدد الراشدي على أن هذه التقنية ليست بديلاً نهائياً لحل أزمة الجفاف، لكنها قد تمثل حلاً جزئياً ومكملاً، خصوصاً في المناطق التي تعاني من ندرة المياه العذبة أو ملوحة المياه الجوفية.
ويمكن استعمال هذه التكنولوجيا في:
-
توفير مياه الشرب للسكان في المناطق القروية.
-
دعم الأنشطة الفلاحية الصغيرة.
-
تزويد الوحدات الصناعية البعيدة عن شبكات التوزيع.
هذا المشروع يمثل نموذجًا واعدًا لحلول مبتكرة ومستدامة في مواجهة أزمة المياه المتفاقمة في المغرب، في ظل تزايد الضغوط المناخية وتراجع الموارد الطبيعية.



