المغرب يخوض تجربة استخلاص الماء من الهواء

المغرب يختبر استخلاص الماء من الهواء

هوية بريس – متابعات

وقع معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN) اتفاقية شراكة مع سفارة جمهورية التشيك بالرباط، تهدف إلى تجريب تكنولوجيا مبتكرة لاستخلاص المياه من رطوبة الهواء فوق التراب المغربي.

بموجب هذه الاتفاقية، سيتم تسليم وتركيب جهازين ميدانيين من تصميم شركة Czechoslovak Export التابعة لمجموعة CSG الصناعية، وهي مجموعة أوروبية رائدة في مجال الحلول الصناعية المتقدمة.

وأوضح سمير الراشدي، المدير العام لـ IRESEN، أن هذه التكنولوجيا تقوم على مبدأ مشابه لعمل المكيفات الهوائية. فالهواء يحتوي على بخار ماء، ومن خلال تبريده، يتم تكثيف هذا البخار وتحويله إلى ماء سائل.

وأضاف أن هذه التقنية، المطورة منذ أكثر من عشر سنوات وتُستخدم في عدة دول حول العالم، باتت تعتمدها شركات ناشئة ومختبرات بحثية خاصة في المناطق التي تعاني من شح المياه.

وأكد الراشدي أن المغرب يتوفر على ظروف مناخية ملائمة لتجريب هذه التكنولوجيا، خاصة في المناطق الساحلية والجبلية التي تعرف نسب رطوبة مرتفعة.

وستخضع الأجهزة لفترة تجريبية لتقييم مردوديتها وكمية المياه التي يمكن إنتاجها. أما في المناطق الجافة، فسيكون التحدي أكبر نظرًا لانخفاض نسبة الرطوبة.

وأشار إلى أن هذه الأجهزة تشتغل بنفس طريقة المكيفات الهوائية، ويمكن تشغيلها باستخدام الطاقات المتجددة كالكهرباء الشمسية، مما يجعلها صديقة للبيئة ومحايدة للكربون. كما يمكن ربطها بمحطات تحلية المياه أو تشغيلها بشكل مستقل في المناطق المعزولة.

وأوضح أن نسبة الرطوبة المثالية لعمل هذه التقنية بكفاءة تتراوح بين 30 و40%، مع إمكانية تحقيق نتائج مقبولة حتى في المناطق التي لا تتجاوز فيها الرطوبة 15 إلى 20%.

كما شدد الراشدي على أن هذه التكنولوجيا ليست حلاً سحرياً لأزمة الجفاف، لكنها قد تشكل حلاً تكميلياً في بعض المناطق التي تفتقر إلى مصادر مياه عذبة أو تعاني من ملوحة المياه.

ويمكن أن توفر كميات من المياه الصالحة للشرب لفائدة القرى والتجمعات الصغيرة، كما قد تُستخدم لأغراض فلاحية أو صناعية في المناطق البعيدة عن شبكات التوزيع.

وسيتم تقييم مدى فعالية هذه الأجهزة خلال فترة تجريبية تمتد بين سنة إلى سنة ونصف، بالاعتماد على أداء المعدات المقدمة من الشريك التشيكي.