المغرب يواجه أخطر عملية تجريف في تاريخه

16 أغسطس 2025 19:34
المغرب

هوية بريس – علي حنين

أطلق الدكتور إدريس الكنبوري، الكاتب والمفكر المغربي، تحذيرًا شديد اللهجة من مخاطر ما وصفه بـ”عملية تجريف خطيرة وممنهجة” تستهدف هوية المغرب ووجهه الحضاري.

وأكد أن ما يحدث اليوم ليس سوى امتداد لمحاولات قديمة عُرفت بـ”تجفيف المنابع“، والتي تبنتها تيارات علمانية وملاحدة عرب قبل عقدين.


في منشور مطوّل، قال الكنبوري إن المغرب يتعرض لمحاولة مسح ملامحه الأصيلة وإلصاق ملامح جديدة غريبة عنه حتى “لا يعرفه أحد وسط الزحام”.

وأضاف موضحًا:

“من يعرف عبارة تجفيف المنابع التي رفعها العلمانيون في بعض البلدان العربية الاستبدادية قبل عقدين، وجعلها الملاحدة العرب أمثال محمد شحرور وعبد المجيد الشرفي شعارًا لهم، سوف يعرف خطورة هذا التجريف الذي يتعرض له هذا البلد العظيم بشعبه وتاريخه وملوكه”.

وأشار إلى أن مظاهر هذا التجريف تتوزع بين التطبيع، والتفاهة في مجالات الفن والثقافة والإعلام، وصولًا إلى الطعن المباشر وغير المباشر في المقدسات وإمارة المؤمنين. واعتبر أن كل ذلك يدخل ضمن “عملية مسخ شاملة لوجه المغرب وهويته”.

ولم يغفل الكنبوري استحضار الماضي التاريخي للمغرب، مؤكدًا أن هذا البلد ظل عصيًا على التطويع عبر قرون طويلة بفضل صلابة شعبه وعلمائه وملوكه. وقال:

“لقد صمد المغرب في وجه محاولات تقسيمه ثقافيًا ولغويًا خلال الاستعمارين الفرنسي والإسباني، اللذين سعيا إلى تفكيكه وطمس هويته، لكنه قاوم تلك المحاولات وصمد طويلاً أمام الأجانب. فهل يسمح لنفسه اليوم أن يهزمه أبناؤه؟”.

واستشهد الكنبوري بكلمة الملك الراحل محمد الخامس عقب عودته من المنفى:

“رجعنا من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر”.

وأوضح أن المعركة مع العدو الخارجي انتهت، لكن المغرب ما يزال يخوض “الجهاد الأصغر” ضد الفقر والتخلف والجهل، محذرًا من أن بعض النخب السياسية والمثقفين اليوم يقومون بدور كان الاستعمار يسعى إليه ولم ينجح فيه.

وأضاف بمرارة:

“ما أعتقد أن الملك الراحل كان يدرك أن المغرب سيولد فيه جيل من السياسيين والمثقفين يقوم بالدور الذي كانت تريد القيام به فرنسا، ثم ينجح فيما فشلت فيه فرنسا، وباستعمال أدوات الدولة التي بناها مع الوطنيين حجرا حجرا”.

كما انتقد الكنبوري سلوك بعض النخب المغربية التي لم تُقدّر ثمن التضحيات السابقة، قائلاً:

“اليوم لم يعد أحد يتذكر ذلك الماضي وتلك المعاناة، الجميع يبحث عن موقع على حساب التاريخ ويهدم حجرة من البناء الذي أشرف عليه السابقون… وجدوا الوطن جاهزًا فجعلوه رخيصًا لأنهم لم يتعبوا فيه”.

وختم بتصوير قاتم لواقع القيم بالمغرب، قائلاً:

“صار التطبيع مع العدو الأكبر للدين والوطن رأيًا، وصار الطعن في الإسلام وجهة نظر، وصار سب الشعب فنًا، وصار احتكار الوطن التزامًا، وصارت سرقة مال الشعب تجارة، وصارت السياسة اقتصادًا منزليًا”.


تحذيرات الدكتور إدريس الكنبوري تضع النخب المغربية أمام مسؤولية تاريخية في الدفاع عن هوية المغرب وصون ثوابته الدينية والوطنية.

وبينما يذكّر بتاريخ من الصمود والمقاومة، يدعو المفكر المغربي بوضوح إلى مواجهة “التجريف” الذي يهدد بتحويل الوطن إلى نسخة مشوهة بلا ملامح، في لحظة دقيقة تتطلب اليقظة والحزم.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة