الملك الحسن الثاني رحمه الله في المسِيد
هوية بريس – مجلة دعوة الحق
في أهمية الكتاب القرآني (المسِيد) قال الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله: « إنني تعلمت كثيرا من عقائد الإسلام وتمرست بأداء شعائره على يد أهل بيتنا وخادماته قبل أن يلقنني إياه أستاذ، عندما فتحت عيني على الحياة وبدأت أعقل كنت أرى نساء دارنا يذهبن عقب كل أذان- وقد وضعن التخاميل على أذرعهن- إلى مكان الوضوء استعدادا لأداء الصلاة؛
وأضاف المغفور له ضمن عدد مجلة دعوة الحق التي تصدرها وزارة الأوقاف:
“وكان بداخل دارنا إمامان، يؤم أحدهما بالسيدات ومن حضر معهن من الخادمات في مصلى خاص، ويؤم الثاني بالخادمات في مصلى ثان يوجد قرب مكان عملهن، وكانت المرأة من أهل دارنا إذا بدأت رغبتها في حفظ القرءان وتعلم قواعد الدين أجيبت إلى رغبتها فورا: يعطى لها لوح خاص يكتب فيه الفقيه سور القرءان وأحكام الدين، فإذا حفظت ما فيه، محي وكتب فيه مرة أخرى شيء جديد، وهكذا دواليك؛
أما المراضع والدادات اللاتي كن يخدمنني وينمن معي فقد تعلمت منهن في صباي الباكر الشيء الكثير، فهن اللائي علمتني رد التحية وتشميت العاطس والتسبيح عند سماع الرعد ورؤية البرق، والتلفظ بكلمة الشهادة عند الدخول إلى الفراش للنوم، وما زلت أتذكر قيامهن للتسحر في ليالي رمضان، كنت أراقب أعمالهن عن كثب، وكثيرا ما كنت أرغبهن في إعطائي شيئا من سحورهن فكنت آكله بشهية وأتذوقه بلذة وأشعر أنني أساهم بذلك في صيام رمضان، وقد أبصرتهن في ليلة من الليالي يقمن بحركات غير عادية ويحضرن مواد غير مألوف إحضارها إلا في المناسبات، وكانت الليلة ليلة السابع والعشرين من رمضان….
ولم تمض إلا بضعة أسابيع على دخول الأمير إلى المسيد حتى ظهرت نجابته وتفوقه على أقرانه وقريناته في حفظ السور وحذق القواعد التي كان يلقنهم إياها الفقيه، بل كانت ثقته بنفسه تأبى عليه وهو في ذلك السن المبكر أن يتصور أحدا ممن يقرأ معه يحفظ أكثر منه ولو سبقه إلى المسيد بعدة سنين.
قال لي جلالته:
« عندما دخلنا إلى المسيد دخلت معنا الحسنية بنت معلمنا الفقيه أقصبي وكانت فتاة تكبرنا سنا وعرفت المسيد قبل أن نعرفه ببضعة أعوام، ويوم ختمت الحسنية القرءان بكيت، لأنني لم أرض أن تختم -وهي بنت- جميع القرءان بينما أنا الرجل لا أزال في حزب عم»!
المصدر: مجلة دعوة الحق العدد125 – الحسن الثاني في الكتَّاب.