أعلم أن الأبوة وظيفة مهمة في حياتنا الاجتماعية، وهي المفتاح لتنشئة أطفال مسؤولين من خلال تحفيزهم وتشجيعهم وتعزيز احترامهم لذواتهم ولغيرهم، وشعورهم بمحبة والديهم لهم وعطفهم تجاههم، حتى لا يلجأ الأبناء إلى الانضمام للمراهقين السيئين، أو الوقوع في المستقبل في شبكة تعاطي المخدرات أو الجنس أو الانتماء لخلايا إلحادية أو ليبرالية أو إرهابية.
المفاتيح السحرية في الأسفل ستساعد الوالدين على استخدام طرق ثبتت فاعليتها في تنشئة أبناء مسؤولين ومطمئنين، وسعيدين.
▪ استغل لحظات لقائك معه:
إن احترام وتقدير طفلك لذاته يتأثر كثيرا بنوعية الوقت الذي تقضيه معه أكثر من حجم الوقت نفسه، وذلك بسبب كثرة المشاغل في الحياة اليومية، حيث أصبح الواحد منّا يفكر في ما سيفعله في المستقبل بدل الإصغاء لما يقوله الطفل والسفر مع عائلتك وأطفالك . ودائما ما نتظاهر بالاستماع أو نتجاهل أصلا محاولة تواصل الطفل معنا، والنتيجة.. سيبدأ بإساءة التصرف، والاستقلال الفكري المنحاز بعيدا عن الأبوين.
▪ الأفعال أبلغ من الكلمات:
تقول الإحصائيات التربوية أننا نعطي أبناءنا أكثر من ألفي أمر يوميا. فهل أصبح الأطفال أصماء عن تعليمات الوالدين؟! بدلا من أن تصرخ في وجه الطفل، اسأل نفسك “ما الذي علي فعله؟”، فمثلا لو طلبت من طفلك أن يبسط جواربه قبل أن يحضرها للغسيل… ولم يفعل!! اغسل فقط الجوارب المبسوطة. الأفعال أبلغ من الكلمات.
▪ أعط أطفالك الفرص المناسبة ليشعروا بالقوة:
إذا لم تفعل، فسيبحث أبناؤك عن طرق أخرى ليشعروا بقوتهم ونشاطهم وحيويتهم. فمثلا أطلب نصيحتهم، أو اسمح لهم بالاختيار، أو دعهم يساعدوك في المطبخ أو عند التسوق. الطفل في سن الثانية على سبيل المثال يستطيع غسل الصحون البلاستيكية وغسل الفواكه.. وغيرها. غالبا ما نقوم بهذه الأشياء بمفردنا لنتجنب المشاحنات، ولكن الأطفال بهذه الطريقة يشعرون بأنهم غير مهمين.
▪ استخدم العواقب الطبيعية:
أسأل نفسك ماذا سيحصل لو لم أتدخل في هذا الموقف؟ نحن إذا تدخلنا في موقف لا يحتاج منّا للتدخل، فسنحرم أطفالنا فرصة التعلم من عواقب تصرفاتهم. وحين نسمح للعواقب أن تأخذ مجراها، فنحن نتجنب المشاحنات التي قد تحدث جراء التوبيخ والتذكير المبالغ فيه. على سبيل المثال: إذا نَسِيت طفلتُك وجبة الغداء، فلا تقم بإحضارها لها، دعها تبحث عن الحل، وتتعلم أهمية التذكر.
▪ اجعل عقابك منطقيا:
في كثير من الأحيان تظهر النتائج في المستقبل البعيد. ولذلك لا يمكن استخدام ردة الفعل الطبيعية وتكون ردة الفعل المنطقية أفضل في هذه الحالة، فردة فعلك للطفل يجب أن تتناسب مع فعله حتى تنجح، فمثلا عندما يتأخر الطفل عن الركوب بالسيارة للذهاب للنزهة فعقابه يكون بعدم السماح له بالخروج من المنزل لمدة أسبوع مثلا، هذه العقوبة ستزيد من استيائه. ولكن عندما تجعل الطفل يدفع ثمن التأخير أو تجعله يقوم بعمل ما بقيمة الغرامة التي تم دفعها، عندها سيرى الطفل المنطق في العقوبة وسيفهم خطأه.
▪ انسحب من النزاعات:
إذا كان طفلك يحاول اختبار مزاجك، أو يتكلم بغضب أو بطريقة وقحة، من الأفضل لك أن تغادر الغرفة، أو أن تخبره أنك في الغرفة المجاورة إذا أراد إعادة المحاولة، ولكن لا تغادر غاضبا أو مهزوما.
▪ افصل بين الفعل والفاعل:
لا تقل لطفلك أبدا أنه سيء، فهذا سيؤثر على تقديره لذاته، احرص أن تصل لابنك الرسالة الصحيحة، أنك تحبه ولكن تصرفه هو ما يغضبك، حتى يحب الطفل نفسه ويثق بنفسه، يجب أن يشعر أنه محبوب بدون شروط. لا تشجع طفلك للقيام بأمر عن طريق تهديده بعدم محبته. اسأل نفسك دائما هل طريقتي في تهذيب طفلي تنمي من احترامه لذاته؟
▪ كن لطيفا وصارما في نفس الوقت:
لنفترض مثلا أنك أخبرت طفلتك ذات الخمس سنوات أنها إن لم ترتدي ملابسها خلال الوقت المحدد فإنك ستحملها إلى السيارة، وذلك لأنك قد أخبرتها سابقا أن ترتدي ملابسها إما في السيارة أو في المدرسة، فإذا انتهى الوقت ولم تنتهي بعد، نفذ ما قلته لها، ولكن احملها بلطف، وإذا شككت في تصرفك، اسأل نفسك هل شجعتها بحب أم بتخويف.
▪ مارس التربية مع وجود الغاية:
معظم الآباء يفكر بعقلية محاولة السيطرة على الأمور بأسرع صورة ممكنة، نبحث دائما عن الحل الأسرع والأسهل، الأمر الذي يؤثر على الأطفال لشعورهم بالانهزام. ولكن لو فكرنا في المستقبل وفي ما نريد أن يغدو إليه أبنائنا في المستقبل، سنتصرف بطريقة مغايرة، فضرب الطفل مثلا قد يحوله لشخص عدواني عندما يكبر.
▪ أثبت على كلمتك:
لو أنك مثلا قلت لطفلك إنك لن تسمح له بشراء الحلوى، فلا تسمح له حتى لو صرخ وبكى وتوسل، وهذا سيجعله يحترمك أكثر، لأنك تعني ما تقول.