يعد الاختيار بين الكتب الورقية والرقمية إلى حد كبير مسألة تفضيل شخصي، ولكن بعد أكثر من عقد من البحث العلمي تشير الأدلة إلى أن الكتب الورقية أكثر ملاءمة للتعلم من منصات القراءة الرقمية.
ظهور القارئ الإلكتروني
في أواخر عام 2007 قدمت أمازون قارءها الإلكتروني الشهير كيندل، ثم تبعه قارئ Barnes & Noble Nook الإلكتروني في عام 2009. في ذلك الوقت كانت هذه مجرد طرق للشركات لبيع المزيد من الكتب ببساطة، تم الترويج لها باعتبارها وسيلة مريحة وغير مكلفة لتحميل عدة كتب على جهاز واحد، في وقت لاحق تم تسويقها كوسيلة لمساعدة الأطفال على القراءة، لكن الأبحاث تظهر أنها قد لا تكون الخيار الأفضل دائماً.
الفوائد العديدة لقراءة الكتب المطبوعة:
1. سوف تتعلم أكثر عند قراءة كتاب ورقي:
عندما يقترب الطلاب من مرحلة الدراسة الأكاديمية في الجامعات من المفترض أن يركزوا بشكل كبير عند القراءة لكتبهم، وأن يتعلموا منه. لكن وفقاً لأحد الأبحاث التي تمت لأكثر من 400 طالب جامعي بين 2013 و2015، ودراسة أكبر في عام 2018 لأكثر من 10000 طالب جامعي في جامعة كاليفورنيا، ما يحدث هو أننا لا نستطيع التركيز كثيراً عندما نقرأ رقمياً.
هناك عدة أنواع من الدراسات التي تُظهر أنه من المحتمل أن تكون عقولنا أكثر شروداً عندما نقرأ رقمياً.
يقول بارون إننا لا نسمح فقط لأذهاننا بالشرود، ولكننا نفترض أنه يمكننا قراءة المعلومات المهمة بنفس عقلية القراءة الرقمية التي نطبقها للتحقق من وسائل التواصل الاجتماعي أو قراءة العناوين الرئيسية.
أظهرت الدراسات عدم تطابق في الطريقة التي قام بها الطلاب بإجابة أسئلة مقالات اختبار SAT بشكل رقمي عن الطريقة التي أجابوا فيها عندما قدمت لهم مطبوعة، وأن أداءهم في النسخة المطبوعة كان أفضل.
2. الكتب المطبوعة تحتوي على قدر أقل من المشتتات:
عندما تجلس لقراءة أحدث رواية مطبوعة تريد قراءتها لن تتلقى إشعاراً بأن شخصاً ما قد التقط للتو صورة، أو أن نتيجة المباراة هي التعادل، أو رسالة بريد إلكتروني تخص العمل.
بمجرد مقاطعة جلسة القراءة الخاصة بك عن طريق إشعار وبدأت في القيام بمهام متعددة من الصعب أن تستقر على القراءة مرة أخرى. في الواقع، وجدت إحدى الدراسات أن 67% من الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة القراءة الإلكترونية أو الأجهزة الأخرى لا يمكنهم القراءة لأكثر من 10 دقائق، قبل أن يبدأوا في القيام بمهام متعددة. لذلك من الأفضل إيقاف تشغيل الإنترنت أو وضع جهازك في وضع الطائرة.
3. الكتب المادية تسبب إجهاداً أقل للعين من الكتب الرقمية:
على الرغم من حقيقة أن الناس يعانون من إجهاد العين من القراءة في كلتا الحالتين، فإن القراءة على الشاشات أسوأ بكثير، القراءة الرقمية لفترات طويلة تتسبب في إجهاد العين والصداع.
إن هناك عدة أسباب وراء إجهاد العين، عندما يحدق طفل (أو أي شخص) في الشاشة، فإنهم يرمشون بشكل أقل، ما يقلل الحافز المسيل للدموع بالعينين. وعندما تجف العيون تؤذي العضلات حول العينين، هذا يسبب عدم وضوح الرؤية والألم، أيضاً يمكن أن يكون التباين بين الطباعة والصفحة الرقمية قاسياً جداً أو ساطعاً.
إليك هذه النصيحة: مارس قاعدة 20-20-20، عند القراءة رقمياً، توقف مؤقتاً كل 20 دقيقة لمدة 20 ثانية بالنظر إلى مسافة 20 قدماً (6 أمتار).
4. قد يؤدي التعرض للكتب المطبوعة إلى تعزيز التحصيل الأكاديمي لدى الأطفال:
توصلت دراسة نُشرت في يونيو/حزيران 2014 في Oxford Academics، إلى أن “عدد الكتب في منزل الأسرة له تأثير قوي على الأداء الأكاديمي” للطلاب. نظر مؤلفو الدراسة في فحص البيانات
للأداء الأكاديمي لأكثر من 200.000 طالب في 42 دولة، يأخذون برنامج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) لتقييم الطلاب الدوليين في الرياضيات والقراءة والعلوم.
لمجرد أن لديك 2000 كتاب، حتى للأطفال، لا يعني أنهم سيقرأونها، علاقة الأطفال بالكتب ترتبط بتعليم الوالدين، وماذا يفعلون مع أطفالهم لقراءتها، والإشراف على الواجبات المنزلية، وما إلى ذلك.
5. الكتب الحقيقية يمكن أن تؤدي إلى نوم أفضل:
هناك الكثير من الدراسات التي تظهر أن القراءة على الأجهزة الرقمية مثل الهواتف وأجهزة القراءة الإلكترونية ستؤثر سلباً على النوم. في دراسة أجريت عام 2015، وجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة الذين يقرأون الكتب الرقمية يستغرقون وقتاً أطول للنوم، وكانوا أقل نعاساً، ويفرزون كمية أقل من الميلاتونين (الهرمون الذي يتحكم في دورة النوم والاستيقاظ)، وقد تغير إيقاع الساعة البيولوجية عندهم، وكانت أقل يقظة في صباح اليوم التالي مما كانت عليه عند قراءة كتاب مطبوع.
تقترح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إيقاف تشغيل أجهزة القراءة الإلكترونية قبل النوم بساعة واحدة، لمنح العينين والعقل وقتاً للاسترخاء.
6. الكتب تجعلنا نشعر بالسعادة:
الطلاب والناس بشكل عام يحبون رائحة الكتب وملمسها وحتى إمساكها بأيديهم والقدرة على تحديد شيء ما في الكتاب أو تلوينه، وهناك دراسات تم إجراؤها تشير إلى أنه على الرغم من أنك قد تتذكر بعض الحقائق والشخصيات في القصة التي تقرأها سواء كانت مطبوعة أو ورقمية، لكنك إذا سئلت عن حدث معين فأنت تتذكر بشكل أفضل عندما تقرأها مطبوعة. وربما يتعلق ذلك الإحساس الملموس بالقدرة على تحديد موقعه مادياً في الكتاب.