المقاومة.. إسرائيل وأمريكا يواجهان طرفا فلسطينيا حقيقيا يقاتل ويفاوض ببطولة وذكاء
هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “غيرت المقاومة الأسلوب الذي تعودنا عليه منذ فتحنا أعيننا تغييرا جذريا. لأول مرة في تاريخ الاستيطان اليهودي في فلسطين تواجه إسرائيل وأمريكا طرفا فلسطينيا حقيقيا يقاتل ويفاوض ببطولة وذكاء فيهما معا. في المرحلة الأولى خلال العشرينات حتى الأربعينات كانت المقاومة الفلسطينية تقاتل ولا تفاوض؛ في المرحلة الثانية كانت المقاومة تقاتل ولا تفاوض؛ ثم أصبحت تفاوض ولا تقاتل؛ في هذه المرحلة الثالثة هناك مقاومة تقاتل وتفاوض في نفس الوقت؛ تقاتل في التفاوض وتفاوض في القتال”.
وأضاف المحلل السياسي في منشور له على حسابه في فيسبوك “حركة عز الدين (القسام) عرفت كيف تقود الحرب النفسية من خلال التفاوض والقتال؛ ولأول مرة نقلت زر الضغط إلى يد الفلسطينيين بعد أن كان بيد الأمريكان والدول العربية. أمس في كلمته قال أبو عبيدة إن الأسرى يموتون جوعا مثل الفلسطينيين؛ وإنهم معرضون للموت مثلهم. لم تعد المقاومة تخاطب إسرائيل والعالم بحسن معاملة الأسرى وإطعامهم بل بجوعهم ومرضهم. قبل شهر تقريبا قالت المقاومة إن الأسرى يتعرضون للقصف أيضا وبعضهم مات برصاص الجيش الإسرائيلي؛ فأخذت إسرائيل وأمريكا تصارعان الوقت للحصول على هدنة وإطلاق الأسرى؛ واليوم غيرت المقاومة مركز الضغط من القصف إلى الجوع”.
وتابع الكنبوري “الأسرى ورقة الضغط الوحيدة بعد السلاح بيد المقاومة؛ وهي تعرف أن التفريط فيها يعني الهزيمة؛ لذلك لم تتنازل رغم الضغوط الأمريكية والعربية. فقد دعت دول عربية عدة إلى إطلاق الأسرى “بدون شروط” بدعوى القيام بالوساطة؛ لكنها وساطة تخدم إسرائيل وأمريكا؛ لأن تجريد المقاومة من هذه الورقة يعني الاستسلام”.
المقاومة حسب الكنبوري “عرفت جيدا المكر الياهودي لذلك تمكر بهم كما يمكرون؛ وتحاول استنزافهم نفسيا؛ وهي لا تؤمن بالمواثيق أو الوساطات لأن الياهود ليست لهم عهود”.
كما ذكر الكنبوري، أنه شاهد “قبل أسبوع مقابلة للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك مع قناة إسرائيلية أجريت قبل عشرين عاما أو أقل؛ وقد أعجبت كثيرا بكلامه؛ ولا أعتقد أن رئيس دولة عربية يستطيع أن يقول نفس الكلام؛ رغم كل ما يقال عن مبارك؛ لكنه كان يتحرك في هامش الحد الأدنى الذي فقدته الدول العربية هو الآخر. تحدث مبارك بلهجة قوية واتهم إسرائيل بأنها لا أمان لها؛ وأنها تريد أخذ كل شيء دون تقديم أقل شيء؛ وطالب بحق العودة الذي لم يعد يتحدث عنه أحد؛ وعودة اللاجئين في العالم؛ وقال إن إسرائيل ليست لديها نوايا حسنة. ويبدو أننا فقدنا حتى الحكام الذين كانوا يتكلمون على الأقل؛ لأنهم على الأقل شاركوا في حروب أو جاؤوا من المقاومة ضد الاستعمار أو قاموا بثورات؛ أما اليوم فجلهم كبر في النعيم ووجد كل شيء جاهزا؛ لذلك ضيعوا حتى حق الكلام”.