المقاومة تفاجئ الذكاء الاصطناعي.. “عباءة السنوار” تربك الاحتلال وأعوانه!

هوية بريس – وكالات

في الوقت الذي تطوّر فيه إسرائيل أدواتها التقنية لتحديد مواقع المقاومين وتصفيتهم، لجأت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، إلى تكتيك ميداني مبتكر يتمثل في استخدام غطاء بدائي يُخفي ملامح الجسد والوجه، ويُربك خوارزميات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في عمليات الرصد والاستهداف.

هذا التكتيك، الذي وصفه محللون عسكريون بأنه “ذكي وبسيط في آن واحد”، ظهر جليًا في آخر ظهور ليحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، قبل اغتياله، حيث وثّقت مشاهد فيديو ارتداءه غطاءً يُخفي رأسه والنصف العلوي من جسده.

🤖 الذكاء الاصطناعي في مرمى خداع المقاومة

بحسب المحللين، لم يكن استخدام الغطاء مجرد إجراء عشوائي، بل خطوة محسوبة ضمن استراتيجية تهدف إلى تضليل تقنيات الرصد، خصوصًا تلك التي تعتمد على تحليل بصمات الجسم الحيوية.

وأكد الخبير العسكري نضال أبو زيد أن طائرات الاحتلال المسيّرة المدعومة ببرمجيات مثل “لافيندر”، تعتمد على تحليل الشكل والطول والعرض ودرجة حرارة الجسم لتحديد الأهداف بدقة.

وأشار إلى أن “الغطاء” يُغيّر معالم الجسم ويحول دون تحديد أبعاده بدقة، مما يصعّب على تقنيات الذكاء الاصطناعي تحديد هوية المقاوم أو تتبعه، خاصة أن هذه البرمجيات تخزن البيانات لاستخدامها لاحقًا عند رصد الهدف نفسه.

🎯 مقاومة رقمية ووعي عسكري

من جهته، أوضح العميد الركن حسن جوني أن إخفاء الرأس والكتفين يُعدّ عنصرًا حاسمًا في إفشال أنظمة التتبع الذكية التي تركّز على هذه الأجزاء لتحديد الهوية، مضيفًا أن الغطاء يُصمَّم بما يناسب بيئة الدمار والركام، باستخدام أقمشة باهتة وغير عاكسة للضوء، وأخرى قادرة على عزل البصمة الحرارية للجسد.

وأكد أن الغطاء لا يُستخدم فقط كلباس، بل يُمكن وضعه فوق الجسد أو استعماله أثناء التخفي في الحفر والأنقاض، ما يمنح المقاوم مرونة وقدرة على تفادي الرصد الجوي والحراري.

🧠 أبعاد نفسية ورمزية في تكتيك الغطاء

اللواء فايز الدويري يرى أن هذا التكتيك يتجاوز الأبعاد المادية إلى دلالات رمزية، مشيرًا إلى أن ظهور السنوار وهو يرتدي هذا الرداء قبيل استشهاده منح الغطاء بعدًا نفسيًا ومعنويًا، حيث أصبح رمزًا للتضحية والإقدام.

وأوضح أن لجوء المقاومة إلى أدوات بدائية في وجه التطور التكنولوجي الإسرائيلي يحمل دلالتين:

• رمزية: الرداء علامة على الصمود والاستعداد للتضحية.

• ميدانية: وسيلة فعالة لإخفاء قسمات الوجه وبصمة العين، ومراوغة خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

🏴‍☠️ ذكاء في زمن الحرب..

منذ بداية العدوان الإسرائيلي الشامل على غزة في أكتوبر 2023، والذي أسفر عن نحو 58 ألف شهيد و137 ألف إصابة، لم تتوقف المقاومة عن ابتكار وسائل دفاعية تلائم التحديات التكنولوجية، في ظل تفوق جوي وتقني كبير للاحتلال.

وبحسب تقارير أممية، يعيش أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في غزة تحت وطأة المجاعة والحصار، بينما تستمر المقاومة في ابتكار أدوات وتكتيكات، بعضها بدائي، لكن بفعالية تعكس ذكاءً تكتيكيًا في مواجهة الآلة والتكنولوجيا.

(المصدر: الجزيرة.نت)