المقترح الأمريكي.. لا يوجد شيء اسمه وقف إطلاق النار ووقف الإبادة

هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “المقترح الأمريكي لعقد هدنة بين إسرائيل وحماس -الذي لم ترد عليه هذه الأخيرة بعد- هو مقترح إصرائيلي-أمريكي للاستمرار في الإبادة بعد ستين يوما من الهدنة، تعود بعدها إصرائيل إلى قتل المزيد من الفلسطينيين”.
وأضاف الباحث المغربي في منشور له على فيسبوك “لا يوجد شيء اسمه وقف إطلاق النار ووقف الإبادة، توجد هدنات بين الحين والآخر يدفن فيها المسلمون قتلاهم لكي يستقبلوا المزيد من الشهداء، إنه نهر الدماء في فلسطين أمام العالم أجمع، أمام مليار ونصف مسلم، أمام مليار ونصف نصراني يقولون إن المسيح جاء لهم بدين المحبة، أمام عشرات الآلاف من القنوات التلفزيونية التي تتحدث عن حرية الإعلام، أمام مئات الآلاف من المراكز الثقافية والفكرية والأكاديميات التي تتحدث عن السلم والتعايش وحقوق الإنسان”.
وتابع الكنبوري “إنه شيء غريب حقا تحت هذه السماء الذي هبط منها الوحي، شعب بكامله يباد عن آخره وعالم يتفرج ويسمح له باستراحة قصيرة لمدة شهرين وهو يعرف بأنه سيموت مجددا، يشبه الأمر من يذبح خروفا يأكل نصفه ويحتفظ بالنصف الثاني لما بعد مرور شهرين”.
ثم كتب متسائلا “هل هناك درس يمكن الخروج به؟ بالتأكيد، الحرب ضد الإسلام. طالما أن المقاومة هناك إسلامية فلا مكان لوقف إطلاق النار. هل يتصور شخص أنه لو كان الطرف الفلسطيني هو حركة فتح أو الجبهة الشعبية أو الديمقراطية سيكون الوضع نفس الوضع؟ بالتأكيد لا، مستحيل”.
والآن، يضيف متسائلا “أين من يتبجحون بصلح الحديبية لكي يبرروا الصهيووونية؟ أين أولئك العلماء الذين كانوا يتحدثون عن صلح الحديبية لتبربر التطبيع؟ هل يحق لمن لم يطلق رصاصة واحدة وليست له قضية أن يتحدث عن صلح الحديبية؟ من أراد أن يرى صلح الحديبية حقا فلينظر إلى الهدنة، هؤلاء هم أصحاب صلح الحديبية لأنها قاتلوا وقُتلوا وهم من لهم الحق وحدهم في الحديث عن صلح الحديبية”.
وأوضح الكنبوري، أنه “قبل أكثر من عام كتبت في هذه الصفحة أن هذه الحرب بدأت لكي لا تنتهي، وسوف يشهد الزمن على صدق ما كتبته. جاهل من يظن أن إسرائيل ستتوقف عن القتل، والهدنة التي اقترحتها أمريكا وإسرائيل لمدة شهرين ليست هي الوحيدة. فمن يفهم القضية الفلسطينية جيدا يعرف أنها حرب طويلة بدأت منذ 1948 ولن تنتهي إلا بزوال الاحتلال من جذوره، وأن الهدنة كانت تحصل في كل مرة منذ ذلك التاريخ، هناك هدنة من شهرين وهدنة من عام كامل وهدنة من عامين أو أكثر، لكنها هدنة في حرب طويلة، لأن الهدنة هي استراحة المحاربين بين معركتين، والمعارك في فلسطين لم تنته ولن تنتهي أبدا”.
وأضاف الكنبوري في نفس منشوره “أعجبني اليوم تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي الذي قال موجها كلامه إلى الرئيس الفرنسي “إذا كنتم ستعترفون بدولة فلسطينية فإنكم ستعترفون بها على الورق، أما نحن فسوف نبني دولة إسرائيل الحقيقية في الضفة الغربية”، وماذا يوجد في الضفة الغربية؟ يوجد محمود عباس، وماذا يفعل محمود عباس؟ يصف حماس بالكلاب، ومع ذلك تضعه إسرائيل في برنامجها، رغم أن محمود عباس لا يقاتل، بل يقاتل من يقاتل”.
إسرائيل باقية وتتمدد، شاء من شاء وأبى من أبى، حسب الكنبوري “وسوف تبتلع المعتدل والمتطرف والإسلامي والعلماني والقومي والمالكي والأشعري والسني والشيعي والشافعي والحنبلي والديمقراطي والديكتاتوري، لأن برنامجها فوق كل الاختلافات، فهي الطائرة التي تصب السموم فوق جميع الحقول ولا تميز بين أنواع المزارعين”.



