الملتقى الجهوي الثالث للغة العربية تحت شعار: “اللغة العربية والمجتمع المدني.. الواقع والمأمول”
هوية بريس – متابعة
نظمت المنسقية الجهوية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالشرق، يومي السبت والأحد 23-24 يناير2021، الملتقى الجهوي الثالث للغة العربية تحت شعار: اللغة العربية والمجتمع المدني.. الواقع والمأمول، دورة الراحل عبد المجيد بنمسعود رحمه الله.
وقد شهد الملتقى جلسات علمية مختلفة شارك فيها أساتذة وطلبة باحثون من مختلف الجامعات المغربية، تناولت محاور عدة منها: اللغة العربية والمجتمع المدني: مقاربة نظرية تأسيسية، واقع اللغة العربية في القطاعات الحيوية بالمغرب، محطات تاريخية في مسألتي العربية والترافع عنها بالمغرب، مؤسسات وأعلام في خدمة العربية والدفاع عنها، واختتم الملتقى بقراءة التوصيات والبيان الختامي.
البيان الختامي للملتقى الثالث للغة العربية
اللغة العربية والمجتمع المدنيّ: الواقع والمأمول
إنّ المنسقية الجهوية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بجهة الشرق آمنت منذ تأسيسها بالعلاقة الوثقى بين اللغة والمجتمع، وبأن اللغة هي عنوان وجود المجتمع، والدّفاع عن اللغة هو دفاع بالضرورة عن المجتمع، وعن هويته ووجوده، دفاع عن ذاكرته الجمعية وعن قيمه المتعددة، كما آمنت منذ انطلاقها بالدور الطلائعي للمجتمع أفرادا وهيئات ومؤسسات في الدفاع عن المشترك الجمعي للمجتمع المغربي وعن الهوية اللغوية الوطنية.
فأيّ دور للمجتمع المدني المغربي في الدّفاع والنهوض باللغة العربية وحمايتها؟ وإلى أي حدّ يمكن أن يكون المجتمع المدني مُسهِما فعّالا وناجعا في التدافع والترافع عن اللغة العربية؟ وما هي الآليات والوسائل المتاحة له للترافع في سياق المشهد اللغوي الحالي للغة العربية في مجتمعنا؟ كيف يمكنه أداءُ أدوارِه الطلائعيّة للوصول إلى المساهمة الفعّالة في التخطيط اللغوي والتدبير اللغوي للتأسيس لمشهد لغوي مأمول يراعي القوانين والتشريعات وروح الدستور وينفتح على اللغات الأجنبية ذات الحضور القوي في المشهد العالمي لولوج مجتمع المعرفة وتوطينها؟ وكيف يمكنه أن ينقل المعركة اللغوية من الترافع والتدافع إلى العمل الميداني الإجرائي؟.
عَيّنَةٌ من الأسئلة وغيرُها كثير كانت موضوع مناقشة الملتقى الثالث للغة العربية، والذي انعقد بحمد الله تعالى يومي السبت والأحد 9 ـ 10جمادى الآخرة 1442 هـ الموافق لـ 23 ـ 24 يناير 2021م، من تنظيم المنسقية الجهوية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بجهة الشرق، تحت شعار: “اللغة العربية والمجتمع المدني: الواقع والمأمول”، دورة الراحل عبد المجيد بنمسعود، وجمعية النبراس للثقافة والتنمية بوجدة ضيف شرف، ملتقى جعلته المنسقية الجهوية بجهة الشرق خَالِصًا للإجابة عن الأسئلة أعلاه، من خلال مشاركة مجموعة من البَاحثين المُتخصّصينَ، بالإضافَةِ إلَى شخصيات ثقافية فكرية علمية مرموقة، للمشاركة بأَوراق بحثية علمية رصينة لامست موضوع الملتقى في مختلف جوانبه، بحضور ثلّة من الأساتذة والباحثين المتخصصين، وكل المهتمين بالشأن اللغوي عموما.
التوصيات:
1. اللغة العربية تواجه تحديات مختلفة، في التأليف والتعليم والإدارة والإعلام، وتعرف مُزاحمةً من طرف دعاة الدارجة والمدّ الفرنكفوني، وَيَنْبَغِي تكثيفُ الجهودِ لردّ الاعتبار والتمكينِ لها في مُختلِفِ هذه القطاعات الحيوية.
2. مسألةُ اللغة مسألة الأمة والمجتمع المدني بكلّ أطرافه ومؤسّساته المختلفة.
3. اللغة العربية هي لغة الجميع واستهدافها استهداف للمجتمع ولهويته وقيمه المتعددة.
4. اللغة العربية هي لغة التماسك والتلاحم والوحدة المجتمعية.
5. النهضة الحقيقية لا تتم إلا بلسان الوطن والمجتمع.
6. واقع اللغة العربية يدعو إلى انخراط المجتمع المدني والتفكير في سبل التنسيق بين مختلف هيئاته ومؤسساته في الدّفاع عن اللغة العربية والنهوض بها توعية واقتراحا وترافعا.
7. للمجتمع المدني الدّور الهام في الدفاع عن اللغة العربية والتمكين لها في ظل ما أصبح يتمتع به المجتمع في الدستور الجديد بوصفه قوة اقتراحية.
8. للمجتمع المدني الدور الطلائعي من خلال مؤسساته المختلفة في الدفاع عن المشترك الجمعي للمجتمع المغربي وعن الهوية اللغوية الوطنية.
9. إعادة الاعتبار للمجتمع المدني نظرا لما يلعبه من دور ثابت ودور مركزي في صنع القرار اللغوي.
10. إنّ اللغة العربية إذا تبوأت المكانة اللائقة بها في المجتمع بجميعِ مؤسساته ومَرافِقهِ وهيئاته المختلفة، أمكن لها أن تؤكّد دَورَهَا الكامل في الحياة العامة لتصبح لغة الحياة داخل المجتمع أفرادا وهيئات ومؤسسات.
وحرر بوجدة يومه الأحد 10 جمادى الآخرة 1442 هـ الموافق لـ 24 يناير 2021م.