الملك محمد السادس يتعهد بتعزيز النمو الاقتصادي في القارة الإفريقية
هوية بريس – متابعة
تعهد الملك محمد السادس، بتعزيز النمو الاقتصادي في القارة الإفريقية، مؤكداً أن بلاده لم تتخل يوماً عن دورها في تعزيز حفظ الأمن والاستقرار في القارة رغم سنوات الغياب عن الاتحاد الإفريقي، لنحو 33 عاماً.
جاء ذلك في خطاب ألقاه الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء، أمام قمة الاتحاد الإفريقي الـ28، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ووصف الملك، عودة بلاده إلى الاتحاد الإفريقي بـ”التاريخي” و”الجميل”، قائلاً: “كم هو جميل هذا اليوم الذي أعود فيه إلى البيت بعد طول غياب، كم هو جميل هذا اليوم الذي أحمل فيه قلبي ومشاعري إلى المكان الذي أحبه، فإفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي”.
وأشار إلى أن “المغرب استطاع تطوير علاقات ثنائية قوية وملموسة، فمنذ عام 2000 أبرم مع البلدان الإفريقية حوالي ألف اتفاقية في مختلف مجالات التعاون”.
وأضاف “منذ العام 1956 إلى 1999، تم التوقيع على 515 اتفاقية، في حين أنه منذ عام 2000 إلى اليوم وصل العدد إلى 949 اتفاقية أي حوالي الضعف”.
وأوضح ملك المغرب، أنه “أعطى دفعة ملموسة لهذا التوجه من خلال تكثيف الزيارات إلى مختلف جهات ومناطق إفريقيا”.
ولفت إلى أنه “قام بـ46 زيارة إلى 25 بلدا إفريقيا وقّع خلالها العديد من الاتفاقيات”.
وتابع: “أطلقت من خلال الزيارات مشاريع استراتيجية مهمة، مثل مشروع أنبوب الغاز (إفريقيا–الأطلسي) الذي تم التوقيع عليه مطلع ديسمبر المنصرم، مع الرئيس النيجيري محمد بخاري، حيث ستستفيد منه كافة دول إفريقيا الغربية”.
وقال العاهل المغربي، إن “مشروع أنبوب الغاز سيساهم في هيكلة سوق كهرباء إقليمية وسيشكل مصدرا أساسيا للطاقة من أجل تعزيز المنافسة الاقتصادية ورفع التقدم الاجتماعي”.
وأشار إلى أنه “أطلق مبادرة من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية التي تعرف بمبادرة (TIPLE)، وتهدف لتوفير موارد مالية أكبر لتحقيق ملاءمة للفلاحة الإفريقية الصغرى”.
وشدّد الملك محمد السادس، أن “لم يستطع الانتظار إلى حين استكمال الإجراءات القانونية التي أفضت إلى عودة المغرب”.
وفي هذا الصدد، قال: “من أجل ذلك قررت الأعزاء قادة الدول أن أقوم بهذه الزيارة، وأتوجه إليكم بهذا الخطاب، دون انتظار استكمال الإجراءات القانونية التي ستفضي لاستعادة المملكة مكانها داخل الاتحاد الإفريقي”.
ولفت إلى أن “الدعم الصريح والقوي الذي حظي به المغرب لخير دليل على متانة الروابط التي تجمعه بإفريقيا وقادتها”.
وقال ملك المغرب، إن “الانسحاب من منظمة الوحدة الإفريقية كان ضروريا، فقد أتاح الفرصة لبلادنا لإعادة تركيز عمله داخل القارة، وإبراز مدى حاجة المغرب لإفريقيا، ومدى حاجة إفريقيا للمغرب”.
وأكد أن “قرار العودة إلى المؤسسة الإفريقية جاء بعد ثمرة تفكير عميق، وهو اليوم أمر بديهي”، مضيفا “لقد عدت أخيرا إلى بيتي، كما أنا سعيد بلقائكم من جديد؛ لقد اشتقت إليكم جميعاً”.
وتعهد الملك محمد السادس، بتعزيز دور المغرب في القارة الأفريقية من خلال الاتحاد الأفريقي.
وأوضح أن “عودة المغرب لم تأت للبحث عن الزعامة، وإنما من أجل خلق إفريقيا الجديدة”، مشيرا أن “إفريقيا قادرة الآن أكثر من أي وقت مضى لحل مشاكلها بنفسها، واستغلال ثرواتها”.
وأمس الإثنين، صادقت القمة الإفريقية على طلب عودة المغرب إلى عضوية الاتحاد الإفريقي.
وانسحب المغرب في 1984، من منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي حاليا)، احتجاجاً على قبول الأخير لعضوية جبهة “البوليساريو”، التي تطالب بانفصال الصحراء عن المغرب.