المملكة المتحدة تختبر دواءً يغير قواعد علاج السكري من النوع الأول
هوية بريس – وكالات
بدأت المملكة المتحدة أولى خطواتها في تجربة دواء رائد يحمل اسم “تيبليزوماب”، يستهدف تأخير تطور مرض السكري من النوع الأول عبر تعديل الاستجابة المناعية في الجسم.
الدواء، الذي تمت الموافقة عليه بالفعل في الولايات المتحدة، يعمل على تدريب الجهاز المناعي ليتوقف عن مهاجمة خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، مما يتيح تأخير الحاجة إلى العلاج بالأنسولين لمدة تصل إلى ثلاث سنوات في المتوسط.
🔬 كيف يعمل “تيبليزوماب”؟
داء السكري من النوع الأول هو اضطراب مناعي ذاتي، يقوم خلاله الجسم بمهاجمة الخلايا المنتجة للأنسولين، ما يؤدي إلى خلل في تنظيم مستويات السكر في الدم، ويجعل المرضى بحاجة يومية لجرعات الأنسولين. وفي حال عدم السيطرة، يمكن أن يؤدي هذا الاختلال إلى مضاعفات صحية خطيرة، وحتى الوفاة.
الدواء الجديد يقدم فرصة فريدة لتأخير هذه المرحلة الحرجة، وهو ما يُعد تحولاً كبيرًا في التعامل مع المرض.
👩⚕️ أول مريضة في بريطانيا تخوض التجربة
هانا روبنسون، طبيبة أسنان وأم لطفلين من ديفون، هي أول مريضة بالغة في بريطانيا تتلقى العلاج الجديد. اكتُشفت إصابتها في مرحلة مبكرة أثناء الحمل، وتخضع حاليًا للعلاج في مؤسسة الخدمات الصحية الوطنية بمستشفى “رويال ديفون”.
وتعليقًا على تجربتها، تقول هانا:
“هذا الدواء يمنحني حرية أكبر وفرصة للتركيز على صحتي قبل أن أدخل مرحلة الاعتماد على الأنسولين. أشعر أنني محظوظة لأكون جزءًا من هذا البحث الطبي الواعد”.
🧬 نحو علاج مبكر للمرض
الدكتور نيك توماس، الاستشاري في داء السكري بجامعة إكستر، وصف الدواء بأنه “نقلة نوعية في العلاج”، لأنه يستهدف المناعة في مرحلة مبكرة، مما يؤخر الحاجة للأنسولين.
وتُستخدم أدوات متطورة، مثل التحليل الجيني، لتحديد المرضى الأكثر عرضة للإصابة، في مسعى لتوسيع نطاق المستفيدين من الدواء.
أما الدكتورة لوسي تشامبرز، رئيسة قسم الأبحاث في جمعية السكري بالمملكة المتحدة، فأكدت أن “تيبليزوماب” يمنح فرصة ثمينة لمرضى المراحل المبكرة لتأخير الأعراض، داعية إلى تطوير برامج فحص وطنية وترخيص رسمي للدواء في أقرب وقت.
🧠 ضرورة التشخيص المبكر
البروفيسور ريتشارد أورام، الأستاذ بجامعة إكستر، شدد على أن فعالية الدواء تكمن في إعطائه قبل مرحلة التشخيص السريري، مما يتطلب تحسين آليات الكشف المبكر لدى الأشخاص المعرضين للخطر.
