المناصب العلمية أصبحت تؤخذ بالغلبة والمعرفة!!
هوية بريس – متابعات
تفاعل د.إدريس الكنبوري مع تدوينة للدكتور عبد العلي الودغيري جاء فيها “حتى المناصب العلمية أصبحت تؤخذ بالغلَبة لمن يَغلب، وبالمِغرفة لمن عنده مَن يَغرف له. فيا حسرةً على الأهلية والاستحقاق”.
ودوّن الكاتب والروائي المغربي “آلمتني هذه الشهادة من رجل من رجالات المغرب الأقحاح؛ الدكتور الفاضل عبد العلي الودغيري العالم اللغوي والوطني الغيور الذي خبر الجامعة المغربية لأربعة عقود أو يزيد وترأس الجامعة الإسلامية في النيجر لسنوات وصاحب المؤلفات الثمينة. عندما تصدر هذه الشهادة من هذا الرجل فعلى المغرب السلام”.
وأضاف ذات المتدخل “أعرف أن فضلاء هذا البلد أصبحوا يمشون ملتصقين بالجدران حتى يتجاوزوا فلا يراهم أحد. أعرف أنهم أصبحوا يهربون حتى لا يتلوثوا. أعرف أن الوطنيين الصادقين لا مكان لهم لكن مكانهم في قلوب الناس. أعرف أن هذه الشهادة توجد في أفواه الملايين لكنهم صامتون.
المناصب العلمية أصبحت بيد لاعبين يتصرفون في رقعة الشطرنج فيضعون البيادق أينما يريدون؛ فارتفع العلم ونزل الجهل وعمت التفاهة وضاع مفهوم الوطن الجامع لأنه أصبح دولة بين أصحاب المنافع. الدولة برفع الدال التداول. وقد نهى الله في القرآن عن الدولة بالرفع لأنها من أسباب خراب الدولة بالفتح. ولذلك يفر الناس إلى الخارج وأصبحوا يتطلعون إلى وطن بديل؛ لأن لا مكان لهم بين القوم.
الدولة تريد محاربة الفساد؛ وتحارب الفساد المالي والعبث في المال العام؛ ولكن الفساد العلمي والثقافي أخطر أنواع الفساد. يمكنك أن تعتقل عصابة من الفاسدين وتدخلها السجن وينتهي أمرها؛ ولكن كيف تحارب فسادا في النفوس والعقول؟ كيف تحيي قيم الوطنية والثقة؟ عندما ينتشر الفساد فهذا له معنى حضاري خطير للغاية؛ وهو أن المفسدين ليس لهم ولاء للوطن؛ وعندما يغيب الولاء تغيب الوطنية.
قال صلى الله عليه وسلم”شر الطعام طعام الوليمة (التي) يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء”. نعوذ بالله من شر الطعام. وإنا لله وإنا إليه راجعون”اهـ.