المنتدى الوطني للمدرس في حوار مع فاعل تربوي ومتخصص في اللسانيات
هوية بريس – الخامس غفير
اتصل بي صديقي العزيز وهو الباحث النّحرير، متسائلا عن جدوى منتدى المدرس ومعايير اختيار الحضور.
قلت، لقد تم الاختيار بدقة ووفق الشروط المطلوبة.
قال، أرى أن سلوك بعضهم مستقيم وأخلاقهم شبيهة بتلك التي تحدث عنها نتشه، وهم بعيدون كل البعد عن أخلاق السادة.
قلت؛ ربما العيب ليس فيهم، بل في كل من لم ينسجم مع ما هو رسمي (هادوك راهم هما اللي عوجين).
ابتسم ضاحكا؛ وقال؛ نحن نكتب في قضايا التعليم ونفكر ليل نهار في سبل تطوير المنظومة التربوية، ولم يتم استدعاؤنا.
– قلت؛ صديقي العزيز، انت تكتب بغيرة و صدق و خوف على مستقبل الأجيال.
كتاباتك عزيزي نقدية ونارية تسعى إلى الكشف عن الخلل المسكوت عنه في المنظومة التربوية.
فأنت لا تطلب المستطاع لكي يكون أمرك بالإصلاح والتغيير ليطاع، واسترسلت قائلا ما رأيك؟ لدي اقتراح لك إذا أردت الحضور لهكذا منتديات؟ هل تقبل به؟
– قال لي مرحباً ، تعجبني اقتراحاتك أخي العزيز.
– قلت، لا تسمع للجابري رحمه الله و لا تأخذ بقوله المعروف” المغاربة لا يكتبون وإذا كتبوا اجادوا وافادوا”، خالفه تنجح ، واكتب لك صديقي وفق ما درج عليه البعض “العام زين” و”التعليم عندنا أحسن من نيوزيلندا” و”أروع من المدارس بأمريكا” و”أفضل من فيلندا”.
امتعض الباحث التربوي من قولي وأخذ يتكلم بطريقة غير مفهومة، وكأني به يحتج عليّ.
– قلت، إذا كانت الكتابات التي تلقيت منها أساليب النقد و التحدي تقول غامر تنجح، أو قل الحق و لو كنت لوحدك، لن تدخلك لهذا المنتدى أو غيره بل لن تجعل قدماك تطأ عتبة مؤسسة صغيرة من التراب الوطني فما بالك بمثل هذه المنتديات التي يوجد فيها ما لذ و طاب من المأكل و المشرب باستثناء الفكر و الطموح العلمي و التربوي.
فكر في الأمر ولا ترد عليّ الآن…
– فكر الرجل مليا و دبره في عقله وقرر و توجه إلي بالحديث:
– حسنا، إذن؛ سأبدأ أول مقال لي بعد ” قليب الفيستا” تحت عناوين مختلفة من قبيل؛ ارشاد العوام لما لمنتدى المدرس من منافع على الصيد و الفلاحة والرياضة وسلوك المهننة وسبل انجاحها.
قلت؛ استوعبت الدرس جيدا عزيزي، ولك أن تزيد على ما ذكرت كيف تصبح أستاذا معجزة وبدون قراءة كتاب أو متابعة أي مشروع فكري يروم فكرة الإصلاح.
ولا تنسى أن تبتعد عن ازعاج الناس ولا توقض المسؤولين وهم نيام. لأن الفوز للنيام ولا لغيرهم.
هكذا، جرى الحوار مع الباحث المتميز و الرجل الغيور على المنظومة التربوية، وتقديمه لحملة من الملاحظات على منتدى المدرس …
رغم محاولاتي المتكررة من أجل إقناعه بضرورة العدول عن مواقفه، إلا أنني لازلت أعتقد أن الرجل احتفظ لنفسه بما خبره من تجربة و خزّنه من قراءات و دراسات و مفاهيم و نماذج تربوية، جعلته يقطع مكالمته الهاتفية و هو يهمممم… و كأنه يقول :
“منتدى المدرس يا صديقي، خطأ لا يغتفر و جاء في الزمن الخطأ ، خصوصا في الوقت الذي تعيش فيه جل المدارس و المؤسسات المغربية اكتضاضا مهولا وغير مسبوق، و نحن نرى أن الميزانية التي تم رصدها لهذا المنتدى خيالية تصل إلى نصف مليار، أضف إلى عدد المدعوين الذين تجاوز 3000، وأكثر من 150 متحدث على الفيسبوك، كان من باب الأولى صرف هذه الأموال الطائلة لبناء المدارس و الثانويات و توظيف الأطر التربوية”.
وهو الذي ظل يردد “كيف يعقل أن تصرف هذه الأموال الطائلة على ما وسمته الوزارة الوصية على القطاع بالمنتدى الوطني للمدرس ولنا أساتذة تم توقيفهم ظلما وجُورا السنة الماضية على إثر الاحتجاجات التي عرفها القطاع او ما سمي آنذاك بالحراك التعليمي، وها هم قد استكملوا التسعة أشهر وأجورهم متوقفة ولم تصرف بعد، لعمري لهي أم المهازل، أم المهازل، أم المهازل …” حتى كدت أن أقول يا ليته سكت.
هنا، تأكدت لماذا صديقي متهم دائما من خصومه و الانتهازيين ب ” بالراس القاصح ” وينعته بعض المتفيهقة ب ” العدمي و الرجعي الذي لا يعرف مصالحه ” ، أما من جانبي و من منطلق معرفتي بالرجال أجزم بالقول أن صاحب المبدأ تراه دائما عصيّ على التطويع ، و أن رجل الموقف لا يقبل التدجين و الخنوع مهما قدمت له من الاغراءات ولا يضعف أمام المساومات.
لله درك يا رجل وكل عام وأنتم عن تبديد المال أبعد وعن منتدى المدرس أسلم وله أقوض.