“المنظمات العالمية” تضع خطة لمواجهة الأوبئة مستقبلا
هوية بريس – وكالات
أصدرت المنظمات العالمية لصحة الإنسان والحيوان والغذاء والبيئة أول خطة عمل مشتركة لها، الاثنين، تهدف إلى رصد أي وباء محتمل في المستقبل ومواجهته.
وبعد جائحة كوفيد التي أرخت بثقلها عليها، ضمت الوكالات الأربع جهودها لمكافحة المخاطر الصحية الناشئة من خلال استهداف الروابط بين تدهور النظم البيئية وقصور النظام الغذائي والأمراض المعدية ومقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية.
وقالت الوكالات الأربع إن المبادرة التي أطلق عليها “خطة العمل المشتركة لصحة واحدة”، “تهدف إلى إنشاء إطار عمل لحصول تكامل في الأنظمة والقدرات حتى نتمكن بشكل جماعي من الوقاية من التهديدات الصحية وتوقعها ورصدها والاستجابة لها بطريقة أفضل”.
وأضافت “تسعى هذه المبادرة لتحسين صحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة”.
وأطلقت هذه الخطة ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة هي منظمة الأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الصحة العالمية، إضافة المنظمة العالمية لصحة الحيوان.
ويؤمل من الخطة الخماسية (2022-2026) أن تعزز التعاون والقدرات والتنسيق، والذي من شأنه أن “يقوي دفاعات العالم ضد أوبئة وجائحات مثل كوفيد-19″، حسبما ذكر المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس.
وتعتبر ثلاثة أرباع الأمراض المعدية الناشئة مصدرها الحيوان، على ما ذكرت منظمة الصحة العالمية لدى الإعلان عن الشراكة في ماي 2021.
وتركز الخطة على توسيع القدرات في مجال الأوبئة الحيوانية المنشأ والمتكررة والأمراض الحيوانية المنشأ المتوطنة وأمراض المناطق المدارية المهملة والأمراض المنقولة بواسطة النواقل ومخاطر سلامة الغذاء مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية إضافة إلى تركيزها على البيئة.
تدهور
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن “كل شخص له الحق في بيئة نظيفة وصحية التي هي أساس كل حياة على الأرض”.
وأضافت “يوضح الوباء الحالي بشكل لا لبس فيه أن تدهور الطبيعة يؤدي إلى زيادة المخاطر الصحية في جميع المجالات”.
وبحسب الخطة فإن التنمية الاقتصادية كثيرا ما جاءت على حساب الأنظمة البيئية وبيئة صحية ورفاه الحيوان.
وفيما تشير التوقعات إلى ارتفاع عدد سكان الأرض إلى ثمانية مليارات نسمة في 2023، فإن تلك الضغوط على الأنظمة الطبيعية “هائلة” ويُتوقع أن تتزايد.
وكشفت الجائحة عن “نقاط ضعف على المستويات كلها”، وفق الخطة المشتركة.
و”ستزداد وتيرة ظهور أوبئة مستقبلية وتنتشر بسرعة أكبر وتلحق مزيدا من الضرر بالاقتصاد العالمي وتقتل عددا أكبر من الأشخاص مقارنة بكوفيد-19، ما لم يحدث تغيير تحولي في النهج العالمي لعلاقتنا بالبيئة وكيفية التصدي لظهور الأمراض وتداعياتها وانتشارها”.
وتأمل الوكالات الأربع أن تتمكن الخطة من معالجة المسببات الأساسية لظهور الأمراض واعتلال الصحة وتحسين الوقاية من الأمراض والاستعداد لها وتخفيف آثار المخاطر والتهديدات الصحية.
وأكدت أن “الهدف هو بناء أنظمة صحية وغذائية مستدامة والحد من التهديدات الصحية العالمية وتحسين إدارة النظم البيئية”.
وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة كو دونغيو “ينبغي أن تبدأ مبادرة الصحة الواحدة بإدارة جيدة للأراضي ووقف قطع أشجار الغابات”.
وسيتم إطلاق خطة العمل رسميا الثلاثاء في قمة الصحة العالمية في برلين.