المهرجانات الصيفية بالمغرب بين “إشعاع الثقافة” و”تهديد القيم”

10 يونيو 2025 20:00

هوية بريس – متابعات

مع بداية كل فصل صيف يتم الإعلان عن مجموعة من المهرجانات والتظاهرات الفنية بعدد من مدن المملكة، وإذ يتم التسويق لهذه المهرجانات كرافعة للصناعة الثقافية وتعزيز صورة المملكة كوجهة حضارية منفتحة، يحذر عدد من الخبراء والمراقبين والفاعلين بالمجتمع المدني من خطرها وتأثيرها السلبي على فئة الشباب، وعلى المنظومة القيمية والأخلاقية للمجتمع المغربي.

وفي هذا الصدد لم يخفِ عدد من المنتقدين تخوفهم من تحول هذه الفعاليات إلى مناسبات للانفلات القيمي، وهدر الزمن التربوي والتعليمي، خصوصا مع تزامنها مع فترات الامتحانات المدرسية والجامعية.

ويُسجل المهتمون بالشأن التربوي والاجتماعي أن عددا من المهرجانات الصيفية تتسم بـ”طابع احتفالي مبالغ فيه”، يرافقه أحيانا مشاهد من التسيب الأخلاقي، وممارسات غير منضبطة تؤثر على النشء والشباب المراهقين، خاصة في ظل ضعف التأطير التربوي الموازي داخل هذه الفضاءات.

كما يتصاعد الجدل كل عام حول توقيت هذه المهرجانات، الذي يصادف فترة الامتحانات النهائية للآلاف من التلاميذ والطلبة، ما قد يساهم في تشتيت تركيزهم، وجرّ بعضهم نحو حياة لاهية مؤقتة على حساب التحصيل والاستعداد لتحديات المستقبل.

كما تثير ذات المهرجانات الصيفية الجدل بخصوص تبذير صارخ للمال العام والخاص، في عروض غنائية وترفيهية، وطنية وإقليمية ودولية، لا تعود بالنفع على المواطن.

فبينما تُخصص لها ميزانيات ضخمة من خزائن جماعات ومؤسسات عمومية، يعيش شبابٌ مغربي حالة من التهميش والبطالة، وتُعاني قطاعات كالصحة والتعليم من ضعف شديد في الموارد.

ويخشى بعض الفاعلين من أن الانبهار بالفنون الغربية، أو تقديم عروض لا تراعي الخصوصية الثقافية والدينية للمجتمع المغربي، قد يرسّخ لدى بعض الفئات الشبابية أنماطا استهلاكية في الترفيه والمعيش اليومي، بعيدة عن المرجعيات الأخلاقية للمجتمع، مما يُضعف الحس الوطني والانتماء للهوية المغربية.

وفي هذا السياق، يطالب المنتقدون بوضع استراتيجية ثقافية مسؤولة، تجعل من المهرجانات أدوات تثقيف وتنوير حقيقية، لا مجرد سهرات ترفيهية لاهية.

كما يدعون إلى دمج المضمون التربوي في هذه التظاهرات، وتحديد مواقعها الزمنية بما لا يتعارض مع مصالح التلاميذ والطلبة، مع تعزيز الرقابة الأخلاقية والمجتمعية على مضامينها.

ويُجمع هؤلاء على أن المهرجانات، إن أُحسن تدبيرها، يمكن أن تتحول من تهديد للهوية والقيم إلى فرصة لترسيخها، ومن عبء على التحصيل الدراسي إلى دافع للتحفيز والانفتاح الراشد، فما أحوج الشباب إلى ترفيه مرشَّد يراعي الخصوصية ويحفظ قيم الهوية.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة