المُنقَبون الذكور!!!…
هوية بريس – محمد بوقنطار
في دولة آمنة مطمئنة بفضل الله أولا، ثم بفضل جهاز أمني يمتلك القدرة -كناية- على التفريق بين ذكر النمل وأنثاه، ويستطيع أن يميز بين ذكر الذباب وأنثاه… يطرح سؤال من قبيل ما يدرينا أن وراء النقاب رجلا وليس امرأة، إنه استغباء طافح لعقولنا، واستسذاج لأذهاننا من طغمة استمرأت أن تخرج قرونها الحلزونية الرخوة كلما أوقد أحدهم فتنة استهدفت شعيرة من شعائر الإسلام، أو كلما نفخ حاقد على بدء متكرر في رماد بارد غير مخلص لسخونة ودفء بؤرة الموقد الأول.
إنني عندما ألبس سروال جينز وقميصا ذا ماركة أجنبية أو ربطة عنق اتفق العاقلون على أنها رمز للاستغراب في مقام العرف المغربي الأصيل في الملبس، كنت ولا أزال لا أقبل أن يصفني أحدهم كائنا من كان فينسبني لغير وطني كأن ينبزني فيقول “آ الفرنساوي”.
فلم المزايدة واستهداف الستر باسم اللباس الأفغاني أو الإيراني، إنها شماعات دأب المترفون بتقديمها بين أيديهم والتواري خلفها لضرب شعيرة الستر ونسف شعبة الحياء في الأوساط الشبابية…
يا أيها الذي… إنك كنت تقف في مدخل المؤسسة زمن الحجر الصحي، لتلزم الذكور والإناث من التلاميذ والتلميذات بارتداء الكمامة، حيث لم تكن تسمح لغير المنقبين والمنقبات بها من ولوج حجرة الدرس، ومعلوم أن هذه الخرقة الصحية كانت تغطي وجوهنا مستوعبة ما يستوعبه النقاب من وجه المنقبة، فلم هذا التحامل وهذا الجور والاعتساف؟؟!
فهل تكون قد أنهيت دورك التربوي فقارعت ظاهرة الغش التي صارت مطلبا حقوقيا؟؟!، فقضيت على الهدر المدرسي، وحاربت ظاهرة الغياب بين صفوف التلاميذ، وواجهت ظاهرة الموظفين الأشباح، وتصديت لظاهرة الترويج للمخدرات في محيط المؤسسة، بل داخلها، بله داخل الفصول الدراسية، وهل قمت بواجبك تجاه مثلبة التحرش بالتلميذات المتفحشات السفور؟؟! وهل كنت حفيا بأصحاب النتائج المميزة، وهل؟ وهل؟وهل؟ وهل أنهيت هذه الأوراش التربوية، ثم طفقت بعد ذلك تبحث في ما يحمله أو تحمله ملابس تلميذة من مخالفات للحداثة ورمز طوطمي يجافي المعاصرة على حد تعبير فتية “كود” الذين جردوا المنقبة من صفة البشرية، ولربما ألحقوها بعالم الجن، ونفوا حقيقة وجودها المطلق أو حتى المقيد…
إننا لنعلم أنها حوادث أعيان شاذة لا عموم لها، وأمراض نفسية نادرة لا انتشار لوبائها في صفوف المدراء التربويين من شرفاء حقل التربية والتعليم، فهذا سواد غارق في بحر من البياض، فلا وزن لجرمه ولا تأثير، وقد رأينا كيف استقبل ولي أمرنا المنقبة في حرم قصره المرة بل المرات، فهل أوقفها حاجب جلالته مشترطا عليها الإسفار عن الوجه فإن توريته وراء النقاب مخالف لبرتوكول وضابط الاستقبال الملكي العزيز؟؟!…