النساء من العزاب يخسرن في سوق العقارات!
هوية بريس – ترجمة وإعداد: مصعب خرفان
مما لا شك فيه أنكم سبق أن سمعتم دعاة حقوق المرأة وهم يندبون باستمرارٍ الفجوة بين أجور الرجال والنساء! وأن هذه الفجوة في الثروة تحظى باهتمام الجميع، وفقًا لمجموعة بوسطن الاستشارية -شركة تعمل على تقديم الاستشارات- فإن ثروة النساء في عام 2015 تمثل 30٪ فقط من إجمالي الثروة الشخصية العالمية.
أظهرت دراسة مسحية للأسر الأمريكية أجراها الاحتياطي الفيدرالي حول الموارد المالية للمستهلكين، أن الرجال العزاب الذين قد تصل أعمارهم إلى 60 عامًا تبلغ ثروتهم ضعف ثروة النساء.
قامت دراسة حديثة بتفسير بعض هذا التباين تبعا للاختلافات في كيفية قيام الرجال والنساء بشراء وبيع الممتلكات، باستخدام بيانات متوفرة عن 9 ملايين صفقة نفذت في أمريكا بين عامي 1991 و2017، وجد كل من (Paul Goldsmith-Pinkham) و(Kelly Shue) من مدرسة ييل للإدارة؛ أن النساء العزبات يدفعن في المتوسط نحو 2٪ أكثر من نظرائهن الذكور عند شراء المنازل، ويبعنها بنسبة 2٪ أقل. مع احتمال ازدياد هذه الفوارق خاصة أن الأمريكيين يتنقلون بمعدل 11 مرة خلال حياتهم، ويعتقد معدو الدراسة أن المرأة العزبة تخسر نحو 1600 دولارًا نتيجة لذلك.
ما السبب وراء هذه الفجوة بين الجنسين في قطاع الإسكان؟ يمكن تفسير ذلك بأن النساء ترغب عن الشراء في أسواق غير واعدة وفي أوقات غير مناسبة، ومع أن السبب غير واضح، ولكن قد يكون أن النساء تبتعد عن المخاطرة، ولذلك يسرعن بالتخلص منها وبيعها عندما تبدأ الأسواق بالانخفاض بدلاً من التعامل مع الاضطرابات.
كما وجدوا أن السبب الرئيس وراء خسارة النساء يكمن في عملية التفاوض حول السعر، فالنساء لا يقمن بالمساومة على سعر المنزل عند الشراء كما يفعل الرجل، ويخفضن قيمة المنزل عند البيع. ونتيجة لذلك تكون أعلى الأسعار المتحققة من مبيعات المنازل عندما يقوم الرجل بالبيع لامرأة؛ وأقل الأسعار عندما تبيع المرأة لرجل، ولا يعني هذا أن النساء أقل كفاءة في عمليات التفاوض بشكل عام. في دراسة نشرت في عام 2015، طُلب من عينات تحت الدراسة القيام بعملية المساومة مع بائع سيارات، ومع أن جميع مشتري السيارات استخدموا النص نفسه للقيام بالعملية التفاوضية، إلا أن الصفقات السيئة كانت باستمرار من نصيب النساء، (قد يلعب التمييز في المعاملة دورا مهما هنا).
يرى البعض أنه من الممكن أن تساعد تقنيات شراء المنازل الجديدة مثل (i-Buying)، في تضييق الفجوة بين الجنسين، فيما يتعلق بثروة الإسكان، إذ تقوم الشركات باستخدام الخوارزميات لتقدير قيمة الممتلكات، وتقديم العروض المبدئية بناء عليها، وحتى ذلك الحين يجب على المرأة أن تتوقع سنوات تقاعد أقل ثراء.