النصب على الدفاع الجديدي باسم أميرة
هوية بريس-متابعات
في يونيو 2005، وقع إدريس الخزاني العامل الأسبق للجديدة في أكبر ورطة عاشها في مساره المهني، لما أوهمه معتقل في قضايا نصب واحتيال، بأن أميرة خصصت هبة لفريق الدفاع الحسني الجديدي عبارة عن حافلة جديدة، لمناسبة تحقيقه الصعود إلى القسم الوطني الأول، وأن هبة أخرى عبارة عن سيارة فاخرة في الطريق إلى نجمه الموهوب رضا الرياحي، وأن الشخص الذي قدم نفسه موظفا ساميا بديوان الأميرة طلب من العامل بعث 30 ألف درهم لتسديد واجبات تأمين الحافلة.
وفي تفاصيل ذلك اليوم، حسب يومية الصباح، رن هاتف عمالة الجديدة، وكان على الجهة الأخرى شخص طلب تحويل مكالمته إلى عامل الجديدة آنذاك وهو إدريس الخزاني، وهو ما تم فعلا وقدم نفسه باسم “الشريف” موظفا ساميا بديوان إحدى الأميرات، وبلغة دار المخزن استطاع أن يسقط العامل في شباكه لما أبلغه تهنئة لمناسبة تحقيق الدفاع الحسني الجديدي الصعود إلى القسم الوطني الأول، وأن الأميرة خصصت له هبة عبارة عن حافلة فخمة، وأنه في الأسبوع الموالي هناك سيارة – فاخرة للنجم رضا الرياحي.
واستعجل المتحدث من الرباط ضرورة الإسراع في إرسال حوالة بريدية بمبلغ 30 ألف درهم لتأمين الحافلة، في اسم شخص برتبة كولونيل هو من سيتسلم الحوالة كما مده بهاتف المعني بالأمر.
واستنفر العامل مكتب الدفاع الجديدي، وكلف رئيسه آنذاك المصطفى عنتاري مع أحد المدعمين بتوفير المبلغ المطلوب، وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، تم بعث الحوالة المالية، كما سافرت سيارة من العمالة على متنها الخليفة المرحوم ” فيصل” ، ومعه سائق لاستقدام الحافلة، التي ابتهج بها الجميع لحل أزمة تنقلات الفريق. مقابل ذلك حررت رسالة شكر إلى الأميرة، على تفضلها بتخصيص هبة لفريق الدفاع الحسني الجديدي.
ولما قاربت الساعة منتصف اليوم المتفق عليه لتسلم الحافلة، وكان العامل يتابع الأمور أولا بأول، تم ربط الاتصال بالكولونيل المفروض أن يتسلم الحوالة، فجاء رده صادما أن لا علم له بأي شيء، وأن اسمه أقحم في قضية لا يد لة فيها، مؤكدا للمصطفى عنتاري أن المدعو الشريف الذي كان وراء ذلك هو نصاب شهير يمضي عقوبة سالبة للحرية بسجن القنيطرة، وأن ضحاياه يعدون بالمئات، وقد يكون عامل الجديدة والدفاع الجديدي من ضحايا عمليات نصبه التي يدبرها من داخل السجن اعتمادا على ما راكمه من تجربة طويلة في عالم النصب والاحتيال. لحظتها أحيط العامل علما أن. الجميع كان ضحية عملية نصب محبوكة من ” الشريف ذلك النصاب الكبير الذي اكتسب خبرة في إيهام الكبار، فتم إخطار الشرطة القضائية بالجديدة، التي حل فريق منها بمصلحة البريد بالرباط، وظل يراقب أي تحرك لصرف حوالة 30 ألف درهم وخلال ثلاثة أيام لم يتقدم أي شخص أمام تلك المصلحة، فيما استرجع المصطفى عنتاري المبلغ سالف الذكر بعد القيام بالإجراءات الضرورية لذلك.
وطلب العامل من مكتب الدفاع وكل من كان على علم بتفاصيل عملية النصب على الدفاع الحسني الجديدي، التكتم عن القضية وعدم تسريبها إلى الصحافة، لأن الاستجابة السريعة للعامل المطالب شخص لا يعرفه ودون تسخير أجهزته المساعدة للتأكد من صحة الهبة الأميرية، وما كان يدعيه “الشريف” ، كان يندرج يوم ذاك ضمن أخطاء عاملية جسيمة تعرض صاحبها لردة فعل قوية من وزارة الداخلية.