أثارت الكاتبة المثيرة للجدل، نورا الفواري زوبعة غضب في الأقاليم الجنوبية بعد تقريرها المثير للسخط، والحاط من كرامة المرأة المغربية، والصحراوية خصوصا، وقد دخلت عدة جهات للتعبير عن غضبها، في الوقت الذي تعيش فيه الأقاليم الصحراوية على صفيح ساخن بعد استفزازات البوليساريو الأخيرة، بالإضافة إلى الوضع الخاص بهذه الأقاليم.
ومن أبرز المتدخلين للتعبير عن سخطهم النقابة الوطنية للصحافة المغربية حيث تابعت بقلق تداعيات المقال الذي صدر في جريدة الصباح على شكل روبورتاج، حمل عنوان ” الداخلة… القصاير وراء الستار” الذي تلقت النقابة شكايات متعددة بشأنه، من طرف فعاليات من المجتمع المدني داخل هذه المدينة، ومن طرف فروع النقابة في الأقاليم الجنوبية على حد تعبير بلاغها الذي توضل موقع هوية بريس بنسخة منه.
كما أثار أعضاء المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، من الأقاليم المذكورة، هذا الموضوع، في الاجتماع المنعقد يوم 11 يناير 2020، معتبرين أن المادة التي أنجزتها الصحافية نورا الفواري، لم تحترم أخلاقيات المهنة، وقدموا أمثلة ملموسة حول فحوى انتقادهم لما ورد في الروبورتاج المشار إليه، وبناءا على هذه المعطيات قرر المجلس الوطني الفيدرالي إصدار بلاغ، يعبر فيه عن رفضه للإساءة التي تعرضت لها نساء الداخلة والساكنة أيضا.
وقد اعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في بلاعها أن التعميم الذي ورد في المادة المذكورة، والتي تتحدث في فقرتين عن “بنات الداخلة”، في التقديم الذي جاء فيه أن “كل شيء متوفر في الداخلة، من “الجوانات” إلى “الطاسة والكوكايين”، وأن “بنات الداخلة” لديهن إصرار على أنه أسلوب حياة متحرر وحداثي”، حسب إدعاء كاتبة الروبورتاج.
وانتقدوا أسلوب نورا الفواري التي عممت في الخلاصة الأخيرة للروبورتاج، حيث تدعي “أن بنات الداخلة ” يمارسن حياتهن بحذافيرها، ومحبات للشرب والجنس والمال، ومتحررات جنسيا، ويمارسن مع الذكر كما مع الأنثى لأن المهم هو النشوة بالنسبة إليهن”.
وإذا كانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، تدافع عن صحافة البحث والتقصي، فأنها تؤكد أن هذا الجنس من الصحافة ينبغي أن يخضع إلى معايير مهنية وأخلاقية دقيقة ونزيهة وموضوعية، لذلك فإن التعميم الوارد في المادة المشار إليها، والذي يتحدث عن كل “بنات الداخلة”، غير صحيح، ومسيء للمرأة في هذه المدينة، يسوق لصورة نمطية تحط من كرامة النساء، وهو المبدأ المرفوض من كل مواثيق أخلاقيات المهنة، ومنها الميثاق الذي صادق عليه المجلس الوطني للصحافة، والذي ينص في بنده العاشر على “ألا تقدم المرأة في صورة تمييزية أو حاطة من كرامتها، ولا تستعمل بأي شكل من الأشكال في الإثارة الرخيصة”.
كما نفت النقابة دعوى الصحافية المذكورة وأنها لا يمكن أن تدعي أنها قامت بتحقيق شامل وضبطت كل “بنات الداخلة”، وهن يمارسن الجنس “المتحرر” وشرب الكحول، وغير ذلك من الممارسات التي جاءت بها في الروبورتاج، والتي تعترف بنفسها أنها استقت معطياتها من “التجول في بعض الحانات والمطاعم”، وفي ليلة “قصارة” حضرت فيها، وهذا “البحث” المحدود لا يتيح لها إمكانية التعميم، المرفوض في العمل المهني الرصين.
وعلى نفس النهج، تدعي أن “صحاب الداخل” يبدأون يومهم في وقت مبكر، بينما “يحب صحراوة النوم إلى ساعة متأخرة من اليوم”، وهو أيضا معطي غير دقيق وغير علمي، يتضمن تعميما غير مقبول، لكن الأخطر من ذلك أنه يميز بين المواطنين المغاربة، ويتضمن ما يسمى ب “الوصم”، وبالتمييز بين الناس بسبب جنسهم أو لونهم أو عرقهم، وهو ما ترفضه كل مواثيق أخلاقيات الصحافة.
واستنكرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أي مساس بكرامة المواطنات في الأقاليم الجنوبية ومن خلالهن المرأة المغربية التي هي اليوم في أمس الحاجة إلى خدمة إعلامية إيجابية تتجاوز التسويق للصور النمطية للمرأة المغربية، كما ترفض النقابة هاته المعالجات المغلوطة والغير مهنية التي تنطلق من الجزء إلى التعميم وهو ما ارتكز عليه الروبورتاج المنشور في “الصباح”، الذي عولج موضوعه بأسلوب غير مهني طغى عليه التعميم والتمييز وعبارات غير لائقة ذات بعد شوفيني وعنصري.
واقيلا هذه السيدة جابت الربحة .