ألا تعلم أيها الإعلام الناقم على اللباس الشرعي أن النساء في وطننا راضياتٍ بلباسهن
الذي يجعلهن في نظركم في زمرة الرجعيات والمتخلفات فما الذي يضيرك في ذلك؟!
ألا تعلم أنهن يلبسن الحجاب ولا يتأفَّفن منه؟
فلماذا حشرتم أنوفكم في قضية فردية شخصية كهذه؟!
ولا ينقضي العجب أن تسمع منهم الدعوةَ إلى الحرية الشخصية وتقديسها، ولا ينبغي أن يمسها أحد وأنها خط أحمر، فإذا هم يتدخلون في حرية غيرهم في ارتداء ما شاءوا من الثياب.
(واش فهمتو شي حاجة)؟
ودعاوى بعض الإعلاميين والكتاب المعادين لشريعة رب الأرض والسماء في تشويه اللباس الشرعي كثيرة ولكنها واهية وغير منطقية ولا حتى عقلانية، ويمكن تفنيدها بكل يسر وسهولة، وهي دعاوى باردة تنطلق أساسًا من قاعدة الفكر العلماني الرافض للدين والأسس والقواعد التي تقوم عليها الشريعة الإسلامية.
ولو عمل الإعلاميون بمبادئ الإعلام الحر الذي يؤكد تمام التأكيد على قضية الحريات، أيا كان مصدرها، لكان حقًّا عليهم أن يحترموا حرية المرأة المحجبة وإرادتها في التعبير عن نفسها وعن هويتها.
وصدق من قال:
وما ضر الورود وما حوته— إذا المزكوم لم يطعم شذاها
كناطح صخرة يوماً ليوهنها — فلم يضرها وأوهى رأسه الوعل
قمة الضياع الذي ليس بعده ضياع أن يفقد العبد غايته من خلقه ويعيش تائها متسكعًا على مشارب شتى، يلتقط فتات الأفكار وحثالتها، والتي لم يعد لها مكان ولله الحمد والمنة إلا في مزابل التاريخ.
إن التهكم والسخرية الممارس من بعض وسائل الإعلام المكتوبة التي لم تلتزم مهنيتها على اللباس الشرعي من خلال عناوين مغشوشة، يقدم من خلالها بضائع فاسدة لمستهلكيه ووصفه “بالنينجا” تارة “ولباس الظلام” تارة أخرى و”لباس النساء المقهوارات”.. سلاح المهزومين فكريا، الفاشلين الناقمين الذين لا يجدون في عالم الواقع ما يتكئون عليه، فيلجئون إلى التهكم والغمز واللمز والتنابز والاستهزاء والسخرية، يغطون بها ضعفهم، وينفسون من خلالها عن مكبوتهم..
لأن بعض النفوس المريضة لا تتلذذ إلا بالضحك على المتبعين لهدي سيد المرسلين والاستهزاء بهم، والافتراء عليهم، وقد حذر نبينا صلى الله عليه وسلم من هذا الخُلق، كما في حديث بلال بن الحارث الذي رواه إمامنا مالك في الموطأ والترمذي في جامعه وقال حديث حسن صحيح من قوله: “وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة”.
إن تسلق المجد وحب الظهور على حساب الآخرين خلق من أخلاق ذوي السخرية والاستهزاء وأصحاب النفوس المريضة، فهم كالنباتات السامة الضارة التي تتسلق على الأشجار الباسقة والثمرات الطيبة لتفسدها وتشوه صورتها، وهكذا يتحرك من هذه صفته عبر وسائل إعلامية لنفث سمومهم والنيل من اللباس الشرعي للمرأة المسلمة، لتخرج عن عفافها وشرفها، وتكون لقمة سهلة لذئاب البشر المسعورة، ومن ثم تتوارى الفضيلة والعفة وتفشوا الإباحية والرذيلة والسقوط في حمأتها، حتى يتحول المجتمع المحافظ على دينه وقيمه وأخلاقه إلى مجتمع يرزح تحت وطأة اللاحياء.
إن هذا الحقد الذي تصبه بعد الصحف في وطننا الغالي على النقاب -الذي هو شريعة ربانية-، نابع من خشيتها على كيانها ومصالحها وشهواتها وانحرافاتها، فلكل في الجاهلية مصالح ومنافع وشهوات يحرص عليها.
قفوا وتأملوا مليا مع كتابات وتدوينات وعناوين الحبر الأسود الغليظ لكثير من الإعلاميين، تجدها صنوفاً من السخرية والاستهزاء والازدراء بالحجاب والضحك على ثوابتنا وقيمنا الشرعية.
ولاريب أن هذا مبني على ثقافة مريضة ومتطرفة وغير عقلانية وغير رشيدة، فهم الذين عليهم أن يمزِّقوا حجاب الأنانية، وحجاب الحقد، وحجاب العداء للإسلام..، قبل أن يدعوا إلى تمزيق الحجاب، كما قال شاعرهم الحداثي أدونيس وبعبارات واضحة لا غموض فيها: “أنا ضد الحجاب؛ لأن إنسانية الإنسان هي أن يمزق الحجاب”.
فافخري أختي بطاعتك لربك ولرسولك وبلباسك الشرعي إذا ما شبه الإعلام المغشوش لباسك بالنينجا، أو وصفوه بالخيمة، فهذا خير لك ووزر عليهم.
ومسك الختام لك أختي قوله تعالى: “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين” [الأحزاب:59]. وقد قرر أكثر المفسرين أن معنى الآية: الأمر بتغطية الوجه، فإن الجلباب هو ما يوضع على الرأس، فإذا أدنِي ستر الوجه، وقيل: الجلباب ما يستر جميع البدن، وهو ما صححه ورجحه الإمام القرطبي المالكي.
هذا توجيه قرآني من خالقك لَك ولنساء المؤمنين من المبلغ الأمين رسول رب العالمين بلسان عربي مبين نزل به جبريل الأمين إلى يوم الدين، إذا فهو جلباب، وليس لباس فرقة مقاتلة يابانية، مالكم كيف تحكمون؟؟
جزاكم الله كل خير شيخنا. .اللهم بارك لنا في علماء الأمة الإسلامية واجعل كيد الكائدين العلمانيين الملحدين المتصعينين في كيودهم وبارك لنا في أمهاتنا وأخواتنا..
جزاكم الله خيرا أستاذنا الكريم.
نحبك في الله شيخنا وجزاك الله
جزاكم الله كل خير شيخنا. .اللهم بارك لنا في علماء الأمة الإسلامية واجعل كيد الكائدين العلمانيين الملحدين المتصعينين في كيودهم وبارك لنا في أمهاتنا وأخواتنا..