عقب تصريح ذ.عبد الرحمن الشكاج، منشط برنامج ديني بـ”شدى إف إم”، أن “السبب في تعرض المرأة لسرطان الرحم وعنقه هو العلاقات الجنسية المتعددة مع أكثر من رجل”، أصدر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري قرارا يقضي بوقف بث خدمة “شذى إف إم” خلال التوقيت الاعتيادي لبرنامج “دين ودنيا” لمدة أسبوعين بسبب أن الهاكا اعتبرت جواب ضيف البرنامج “تضمن إخلالا بالمنظومة القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل، سيما تلك المتعلقة بكرامة المرأة، وبالضوابط المتعلقة بعدم وصم المرضى، والتي قد تؤدي إلى عزوف النساء عن الكشف المبكر عن هذا المرض وما قد يشكل ذلك من خطر على صحتهن وحياتهن”.
وأفاد بلاغ للمجلس أن حلقة 19 يناير الماضي من برنامج “دين ودنيا”، تضمنت سؤالا لأحد المستمعين حول الحكمة من العدة عند المرأة المتوفى زوجها أو المطلقة، وجاء في جواب ضيف البرنامج القار، الذي يقدم بصفته “شيخا وداعية”، وبشكل غلب عليه القطع، عبارات من قبيل: “لذلك أكثر النساء عرضة للسرطان هو النساء اللواتي يتعاطين للدعارة واللي تيتعاطوا للخيانة الزوجية”، وذلك دون اعتبار للمنظومة القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل، سيما تلك المتعلقة بكرامة المرأة، وللضوابط المتعلقة بعدم وصم المرضى والتي قد تؤدي إلى عزوف النساء عن الكشف المبكر عن هذا المرض وما قد يشكل ذلك من خطر على صحتهن وحياتهن.
واعتبر المجلس أن الجواب المذكور “لم يتقيد بالضوابط المتعلقة بتقديم معلومات ومعطيات صحية مؤكدة وذات مأمونية، وتقديم مصادر المعطيات التي تبث، ولما يقتضيه واجب التحكم في البث، نظرا لكون المنشطة لم تتدخل في أي وقت لتعرب عن تحفظها تجاه ما جاء على لسان الضيف”.
وأوضح المجلس أنه قرر، بناء على ذلك، وقف بث خدمة “شذى إف إم” خلال التوقيت الاعتيادي للبرنامج لمدة أسبوعين وأمر شركة “شدى راديو” باتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ هذا القرار، كما أمر الشركة ببث القرار أسبوعيا، طيلة مدة العقوبة سالفة الذكر والمحددة في أسبوعين، في التوقيت المحدد لبداية برنامج “دين ودنيا” اللاحق لتاريخ تبليغها هذا القرار، الذي سينشر بالجريدة الرسمية.
وذكر البلاغ بأن المجلس، دون الإخلال بمبدإ حرية التعبير وحق كل متعهد في إعداد برامجه واختيار مضمونها، أنذر مرارا شركة “شدى راديو” بشأن برنامج “دين ودنيا” خلال سنوات 2014 و2015 و2016.
تجدر الإشارة إلى أن إلى ربط الشيخ السكاش بين الزنا والأمراض الجنسية أغضب كثيرا “سمية نعمان كسوس” أستاذة علم الاجتماع، فأقدمت على توجيه رسالة مفتوحة إلى كل من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزير الثقافة والاتصال، والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري “الهاكا”، وطالبت فيها بتوقيف برنامج “دين ودنيا”، وأكثر من ذلك تشديد الرقابة على المحطات الإذاعية وعلى الخطاب الديني برمته.
ويبدو أن الهاكا استجابت لطلبها وأوضحت أنها تراقب البرامج الدينية بعناية فائقة.
وهنا يطرح بعض المواطنين العديد من التساؤلات حيال تشديد العقوبات على البرامج الدينية وتوقيفها، مقابل التعامل بشكل مختلف مع برامج فضائحية، من مثل ما يقدمه محمد بوصفيحة المعروف بـ”مومو”، على أثير إذاعة “هيت راديو”، والذي تحول في إحدى حلقات برنامجه إلى القيام بدور وسيط الفساد (الزنا)، بإغراء مسؤول في إحدى الشركات الخاصة (متزوج)، بربط علاقة غير شرعية ولا حتى قانونية مع موظفة بشركته عبرت في البرنامج عن وقوعها في غرامه، فعمل مومو على إغراء الطرفين من أجل اللقاء مباشرة وفعل ما يتعين بعد ذلك.
فالهاكا اكتفت بتوجيه إنذار لإذاعة “هيت راديو” بوقف بث الخدمة أو جزء من البرنامج لمدة شهر على الأكثر، لا للموضوع السالف وإنما بعد أن حاول “بوصفيحة” في مرات متعددة إهانة ضيفه حمزة لفضلي، من خلال توجيه أسئلة تهم قضايا شخصية والإفصاح عن معطيات تندرج ضمن الحياة الخاصة للضيف.