الهجرة الأوربية للمغرب سنة 1920
هوية بريس – ذ. إدريس كرم
عندما كتبت مجلة la vie coloniale في فاتح يناير 1912 بأن المغرب فتح أخيرا أمام التوسع الفرنسي، وأن على الفرنسيين ألا يتركوا هذا الملك المستعمر يسقط بين يد الإستعماريين الآخرين لأنه سيحقق الغنى والوظائف والمنشآت والأسواق للفرنسيين.
والمقال الذي ندرجه يبين تحقيق ذلك.
فقد أوردت جريدة السعادة عدد2144 بتاريخ 10/10/1920، نقلا عن التقرير الذي أصدره القسم المكلف بإحصاء المهاجرين للمغرب خلال شهر شتنبر الماضي، بأن عدد المهاجرين الذين نزلوا في مرسى الدار البيضاء خلال الشهر المذكور بلغ 3286 نفس (موزعون كالتالي):
فمن الفرانسويين 1902 نفسا، ومن الإسبانيين 431 نفسا، ومن الإيطاليين 141 نفسا، ومن الأنكليز 90 نفسا، ومن البرطقيزيين 85، ومن السويسريين 41، ومن المغاربة الذين عادوا لوطنهم 516، ومن الجزائريين 19، ومن التونسيين 16، ومن البلجيكيين 11، ومن النرويجيين واحد، ومن الهولانديين إثنان، ومن السينغاليين إثنان، ومن الأمريكيين ثلاثة، ومن اليونانيين 11، ومن الإرمن ثلاثة، ومن اللطوانيين واحد، ومن السوريين 4، ومن البرازيليين واحد، ومن السويديين إثنان، ومن اللبنانيين إثنان، ومن سكان الجمهورية الفضية واحد، ومن الهنود واحد.
وقد نص ذلك التقرير على أن: 1066 من العدد المذكور قد أتوا للمرة الأولى، والذي يجب التنبيه له أن هذا العدد لم يتضمن الصبيان الذين كان سنهم دون الخامسة عشر وعددهم 612.
أما حرفهم فنجد من العَمَلة:
– البنائين 162: فيهم 13 فرنساويا و44 إسبانيا و32 إيطاليا و68 برطقيزيا و5 يونانيين؛ ومن الميكانيكيين والمستخدمين في المعامل 65 منهم 45 فرانساويا؛ ومن السواح 53 منهم 30 فرانساويا؛ ومن التجار 48 منهم 20 فرانساويا؛ ومن مستخدمي البنوك والمكاتب الخاصة 45 منهم 36 فرانساويا و18 إسبانيا؛ ومن الفلاحين 39 منهم 32 فرانساويا؛ ومن الأساتذة والمعلمين والمعلمات 35 كلهم فرانساويين؛ ومن زوجات العسكريين 37؛ ومن الموظفين 34؛ ومن الخياطين 25 منهم 14 فرانساويا؛ ومن المستخدمين في الدور التجارية 29 منهم 22 فرانسويا؛ ومن نواب الدور التجارية 13 منهم 5 فرانساويين؛ ومن الخبازين 11 منهم 3 فرانسويين؛ ومن الدهانين 10 منهم 4 فرانساويين؛ ومن مهندسي البناء إثنان؛ ومن أرباب المراكب البحرية واحد؛ ومن الغسالات إثنان؛ ومن الجزارين واحد؛ ومن الطهات أربعة؛ ومن صانعي الأحذية سبعة؛ ومن الحوديين اثنان؛ ومن صانعي العربيات أربعة؛ ومن الحدادين عشرة؛ ومن السياسيين اثنان؛ ومن أطباء الأسنان واحد؛ ومن النجارين اثنان؛ ومن الكهربائيين خمسة؛ ومن المقاولين واحد؛ ومن الطلبة سبعة؛ ومن مستخدمي القهوات عشرة؛ ومن الساعاتيين ستة؛ ومن أرباب الخانات واحد؛ ومن المهندسين سبعة؛ ومن أرباب المصانع ثلاثة؛ ومن الممرضين والممرضات ستة؛ ومن الصحافيين واحد؛ ومن البستانيين ثلاثة؛ ومن أرباب المطاحن واحد؛ ومن النوتيين سبعة؛ ومن أصحاب الصور المتحركة واحد؛ ومن الصيدليين اثنان؛ ومن النقاشين واحد.
فتبين من هذا الإحصاء أن جميع الطبقات من أرباب الحرف قد أتى منها بعض أفراد سينكبون كلهم على تعاطي حرفهم في المغرب.
تعليق
السؤال المطروح هو: إذا كان المغرب منذ حوالي مائة سنة جاذبا لمن يريد العمل والثروة من الغربيين تحت طائلة العقاب لمن يعارض هجرتهم نحوه من المواطنين، فلماذا اليوم هو مصدر طرد لمواطنيه تحت تهديد العقاب من قبل تلك البلدان التي كانت تصدر لهم أبناءها من غير أن يلحق بهم ضرر أو يضيق عليهم في ممارسة مهنهم، أو احتراف مهن غيرها، بالرغم من رفعهم شعارات حقوق الإنسان في التنقل والسكن في العالم أجمع؟!
السؤال الحقيقي هو لمادا هذه الدول عرفت تطورا وتقدما في جميع المجالات . بينما المغرب عرف ويعرف تراجعا وتاخرا حتى اصبح نساؤه من االمهاجرين ايضا. اللواتي يعملن في الحقول وفي اشياء اخرى.؟