الهدي النبوي أمام عادات غير المسلمين
هوية بريس – د. رشيد بنكيران
من مقاصد البعثة النبوية المحمدية مخالفة الهدي الظاهر لغير المسلمين، وقد دل على هذا المقصد نصوص شرعية كثيرة بلغت التواتر المعنوي، فهو مقصد قطعي لا غبار عليه.
ولهذا كان النبي ﷺ حريصا كل الحرص على أن يخالف هدي أمته هدي اليهود والنصارى وفارس والروم…
وتنوعت مجالات مخالفة الكفار لتشمل كذلك العاديات؛ من ملبس ومشرب ومأكل ونوم وتسليم وترجل وإعفاء اللحية وجماع وأشياء كثيرة، للأسف جهلها معظم المسلمين اليوم.
ومن حيث حكم مخالفة الكفار ، فهي ليست على درجة واحدة، فمنها الواجبة ، ومنها المستحبة.
ومن الكتب النافعة التي تناولت هذه المسألة بشكل قل نظيره كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية المعنون ب: “اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم”، أنصح الجميع بقراءته، فهو يتضمن نفائس الفوائد المنهجية والفقهية والعقدية والتربوية.
ومن الكتب التي اهتمت بهذا الموضوع كذلك كتاب “الاستنفار لغزو التشبه بالكفار” للشيخ احمد بن الصديق الغماري، الذي قام بجمع النصوص الشرعية التي تنهى عن التشبه بالكفار أو تأمر بمخالفتهم ورتبها.
نحن على مشارف آخر السنة الميلادية، وقد جرت عادة غير المسلمين الاحتفال باليوم الاخير من السنة، وتبادل الهدايا والتهنئة، وقطعا أن هذا العمل ليس من هدي النبي ﷺ، كما أنه مخالف لموقفه العام من خصائص الأمم الأخرى، فلا يغرنك أيها القارئ الكريم كلام من يزين لك المشاركة في عمل يخالف مقصدا قطعيا من مقاصد الشريعة.